أوضح نائب رئيس المساحة المدنية في الهيئة العامة للمساحة سعيد بن إبراهيم الزهراني ل«الشرق» أن مهمة الهيئة وأهدافها الاستراتيجية التي رسمها لها مجلس الوزراء عام 1427ه، هي القيام بالأعمال المساحية، والجيوديسية، والطبوغرافية، والمساحة البحرية، وإنتاج الخرائط الطبوغرافية الرقمية والورقية، واللوحات البحرية الرقمية والالكترونية والتقليدية، لجميع أراضي وسواحل وشواطئ ومياه المملكة، وما يتصل بذلك من نظم معلومات جغرافية. مبيناً أنها الجهة المرجعية في المملكة التي يقع على عاتقها إنتاج المعلومات والبيانات المساحية والجغرافية ذات مقياس الرسم 1: 25,000 فأصغر وإنتاج اللوحات البحرية وإنشاء الشبكات الجيوديسية الوطنية ومحطات رصد المد والجزر، وما يتصل بذلك من نشاطات من شأنها خدمة العمل المساحي والجغرافي وأعمال المساحة البحرية في المملكة، وبذلك تكون الهيئة العامة للمساحة الجهة المرجعية في مجالات المساحة وإنتاج الخرائط والمعلومات الجغرافية والمسح البحري، وعدد المشروعات التي قامت الهيئة في الخمس سنوات الماضية قائلاً» بالرغم من عمر الهيئة القصير إلا أنها نفذت عدة مشروعات عملاقة في المساحة الأرضية والتصوير الجوي وجمع المعلومات من الصور الجوية وأعمال التحقق والمراجعة الحقلية وإنتاج خرائط الأساس الطبوغرافية، التي غطت تقريباً جميع المناطق العمرانية في المملكة، هذا إلى جانب تنفيذ ثلاثة مشروعات مسح بحري على ساحل البحر الأحمر استخدمت فيها أحدث التقنيات من طائرات تستخدم تقنية الليدار، وسفن وزوارق مسح بحري للمياه الضحلة والعميقة. كما قامت الهيئة بتنفيذ مشروع الشبكة الجيوديسية الوطنية الرأسية، حيث قسمت المملكة إلى ثلاث مناطق عمل، وتم تقريباً إنجاز منطقتين منها إضافة إلى استكمال الدراسات اللازمة لتنفيذ الشبكة الجيوديسية الأفقية بواسطة محطات الرصد المستمر باستخدام أحدث تقنيات الأقمار الصناعية، هذا في المجال التطبيقي، أما في مجال الاتصال بالجهات الحكومية والقطاع الخاص والأكاديمي، فقد قامت الهيئة بعقد عدة ورش عمل غرضها التعريف بأعمال الهيئة والتعرف على احتياجات المستخدم. وتسعى الهيئة إلى تغطية جميع أراضي وسواحل ومياه المملكة بأحدث المعلومات والبيانات المساحية والجغرافية، وبناء نظم معلومات جغرافية متكاملة، وبناء مركز المعلومات المساحية.مؤكداً تقوم الهيئة بالاتصال والتعاون مع المؤسسات والهيئات العالمية الحكومية والخاصة التي تعمل في مجال المساحة وإنتاج الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية والمسح البحري وإنتاج اللوحات البحرية الإلكترونية .كما تستضيف الهيئة اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية التي تتشكل من أعضاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وتنسق بناء وتبادل المعلومات الجغرافية في القطاع العام والخاص والقطاع الأكاديمي..وأضاف«تتمثل مهمة الهيئة العامة للمساحة في قيادة عمل مجال المساحة وإنتاج الخرائط والمعلومات الجغرافية والمسح البحري وإنتاج وتسويق المعلومات والخدمات المساحية (الجيومكانية) وتطوير تقنياتها وتأهيل وتطوير الكوادر طبقاً لأعلى المعايير والمواصفات والتعاون مع شركائها لتلبية احتياجات المستخدم وصانع القرار. وأكد الزهراني تغطية الرياض والدمام و الأحساء والجوف و الحدود الشمالية وجازان وفرسان ونجران الباحة وخميس مشيط وأبها وجدة و ينبع و مكة والمدينة المنورة والطائف بالتصويرالجوي الرقمي. مبيناً أن الغيوم، والرياح المعاكسة والغبار الكثيف والضباب أبرز العوائق في التصوير الجوي.ولفت الزهراني الى أن أكثر الصور المبهرة التي تم التقاطها وقال «تعتبر الرؤيا المجسمة ثلاثية الأبعاد للحرمين من أجمل المناظر وعرضت في مهرجان الجنادرية.» وأكد مدير عمليات المسح الجوي سعود العتيبي أن الهيئة العامة للمساحة، قامت بإجراء عمليات مسح بحري في البحر الأحمر وذلك لغرض إنتاج وتحديث الخرائط البحرية وإدارة ومراقبة المناطق الساحلية وتطوير المناطق البعيدة عن الشاطئ، ملتزمة في كل ذلك التزاما تاما بأن يتم ذلك وفقأ للمواصفات القياسية المحددة في المعاهدات والمواثيق الدولية والإقليمية، منها على سبيل المثال لا الحصر المنظمة الدولية للمسح البحري (الهايدروغرافي)، كما قامت الهيئة باستخدام أحدث تقنيات المسح البحري في تنفيذ عمليات المسح مثل تقنية (الليدار) المحمول بالطائرة لسبر الأعماق البحرية أقل من ثلاثين مترا، وأجهزة سبر الأعماق بالصدى ذات الحزم الموجية المتعددة، ونظام (السونار) جهاز المسح البحري الجانبي، وغيرها.وعن عوائق المسح البحري، قال «أثناء عمليات المسح تم اكتشاف العديد من العوائق الملاحية، بالإضافة إلى بعض الشعب المرجانية التي لم تكن موضحة على اللوحات البحرية من قبل، والسبب يعود في ذلك لأن بيانات الخرائط المستخدمة حاليا تعود إلى ثلاثين سنة تقريبا. ويظهر في هذه الصور بشكل واضح التنوع والتعقيد في طبيعة قاع البحر، حيث تجد الشعب المرجانية المغمورة وقد غيرت معالم القاع السابقة وذلك بفعل العوامل الطبيعية، أو يظهر حطام سفينة ترتكز على أحد جانبيها في المياه الضحلة. وتم اكتشاف ثلاث سفن غارقة وتنحصر مابين الشعب الكبرى وشعب نزار محاذاة مابين رابغ وجدة. وجبلا بحريا على عمق مترين تقريبا شديد الانحدار في المياه العميقة ويمتد بمحاذاة الساحل الشمالي لميناء جدة الإسلامي.