استيقظ الوسط الرياضي البريطاني على صدمة كبيرة قبل عدة أيام ، حينما أُعلن أن مدرب المنتخب الويلزي الشاب «جاري سبيد» ، وُجد مشنوقاً في شقته ، بعد عملية إنتحار مفاجئة. جاري أعتزل كرة القدم قبل أقل من سنتين فقط ، وله سجل كروي حافل مع «ليدز يونايتد» و«إيفرتون» وأخيراً مع «شيفيلد يونايتد». لم يُعرف بعد لماذا انتحر جاري سبيد ، وهناك آراء كثيرة متضاربة حول معاناته مؤخراً من الإكتئاب. بعض التخمينات تقول بأنه وجد نفسه في عزلة شديدة ، ووحدة قاتلة ، بعد أن اعتزل الكرة ، رغم أنه لم يكن بعيداً عن دائرة الأضواء. حتى الآن لا توجد تقارير تربط بين الضغوطات التي كانت على جاري و بين قصة انتحاره، لكن بكل تأكيد مهنة التدريب لم تجعل حياته أكثر سعادة. عندما أجد لاعباً معتزلاً أو مدرباً سابقاً في الإستوديو التحليلي للقنوات الفضائية ، أقول لنفسي بأنه ربما قد أحسن الإختيار في عدم التوجه للتدريب ، فرغم الفارق الكبير في الدخل، إلا أن مهنة التدريب مهنة “وجع قلب” بشكل عام. و تاريخ كرة القدم مليء بقصص مدربين عانوا من أزمات قلبية مفاجئة. ففي عام 1985 كانت تحتاج أسكتلندا الى التعادل على الأقل أمام ويلز للتأهل إلى كأس العالم، و في العشرة الدقائق الأخيرة سجلت أسكتلندا هدف التعادل، و من فرط الفرح ، تعرض المدرب الأسكتلندي “جاك ستين” لأزمة قلبية نقل على أثرها إلى المستشفى حيث فارق الحياة هناك. ربما كان جاك ستين كبيراً في السن حيث كان عمره ذلك اليوم 62 عاماً لكن الصدمة الأكبر كانت من نصيب مواطنه جرايم سونس أحد أفضل نجوم ليفربول في السبعينات و الثمانينات، ذلك اللاعب القوي جسدياً ، حيث أنه لم يتعرض في حياته الرياضية كلها لأي إصابة خطيرة ، لكنه عندما تولى تدريب فريق ليفربول في أول التسعينات تعرض لأزمة قلبية و أجرى جراحة في القلب عام 1992 و عمره 39 سنة فقط. أما أكثر الحكايات شهرة كانت تلك الأزمة التي تعرض لها نجم هولندا يوهان كرويف. فكرويف ، خليفة بيليه ، وأفضل لاعب في أوروبا ثلاث مرات ، لم يمض على إعتزاله الكرة أكثر من سبع سنوات ، حينما تعرض عام 1991 و عمره 42 سنة لأزمة قلبية طارئة. السبب في تلك الأزمات كلها ، هو أن مدرب كرة القدم يتعرض لضغوطات كبيرة ، في وقت لم يعد يمارس فيه الرياضة كما كان في السابق ، والكثير منهم يلجؤون إلى التدخين بشراهة ، لتخفيف هذه الضغوط ، كما كان الحال مع كرويف. لكن يبقى أجمل مافي قصة كرويف تحديداً، أنه استطاع أن يتخطى الأزمة بعد أن أجرى جراحة في القلب ، ولم يكتفي بعدها بترك التدخين فقط ، بل أجرى حملة إعلانية كبيرة لمكافحة التدخين . تدريب | جاري سبيد | كرويف | وليد نور