قمت نهاية الأسبوع الماضي وللمرة الأولى بزيارة خاطفة لمنطقة تهامة الواقعة في أحضان جبال السروات. وقد انطلقت الرحلة بالسيارة من مدينة خميس مشيط مروراً بأحد رفيدة ونزولاً بمدينة الفرشة وحتى قرى تهامة. كان الهدف من الرحلة الوقوف على أعمال الخير التي يقوم بها بعض أبناء بلاد رفيدة للأيتام والفقراء في هذه المناطق من تشييد منازل أو مساجد وغيرها. كانت التجربة مثيرة ومثرية ومؤثرة في الوقت نفسه. بعد حوالي الساعتين من السير على طريق مزدوج مخيف كثير الانعطافات، ضيق المساحة تكثر فيه السرعة من قبل مرتاديه مما جعل التجربة مخيفة جداً، توقفنا خلالها عدة مرات بسبب مياه الأمطار التي كانت تقطع علينا الطريق وتوقف حركة السير بسبب عيوب في تخطيط الطرق!، وصلنا القرية المقصودة كي نرى أحد المنازل المشيدة للأيتام. وكانت الحرارة مرتفعة ووقف يراقبنا أطفال القرية تعلو وجوههم الدهشة وهم يتابعون هذا الضيف القادم إليهم. استقبلتني أم جابر، وهي أرملة توفى زوجها قريبا تاركا لها عشرة أبناء. تعيش أم جابر وأبناؤها في غرفة متواضعة. يوجد في إحدى زواياها مكيف يعمل بجهد جهيد في محاولة مستميتة لتلطيف حرارة الجو. استضافتني أم جابر في منزلها وحلق حولي أبناؤها مبتهجين بهذا الضيف الغريب. ورغم بساطة ورقة حالهم إلا أن حجم السعادة والرضا التي اكتست بها ملامحهم جلعتني أستغرب من أولئك الذين فقدوا الشعور بالسعادة على الرغم مما وهبهم الله من نعم. أحسست أن تجربتي الشخصية مع أم جابر شيء يستحق الطرح في هذه الزاوية علني أستطيع أن أنقل لكم هذا الإحساس الجميل الذي يملكه البعض من الشعور بالقناعة والرضا حتى في أشد الظروف قساوة.