كفرت «كاترين أشتون» مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية عندما قالت إن ما جرى لتلاميذ المدرسة اليهودية في مدينة «تولوز» الفرنسية مؤخراً لا يختلف عما يحدث لأطفال الفلسطينيين من غارات غزّة الإسرائيلية «ليله آه.. وليله لأ»، وبهذه المقارنة العادلة وقعت السياسية المخضرمة في فخ «الكمين الإسرائيلي» لكل من يأتي بسيرة أطفال إسرائيل في غير «خانة الضحايا» للإرهاب الفلسطيني؟! ولأن العدل والمكيال الواحد ليسا واردين في عالم الغرب الديمقراطي، فإن دنياه قامت.. ولم تقعد، بداية باستنكار شديد من البيت الأبيض، أعقبته استنكارات «بالزوفة» من كل خارجيات دول أوروبا الغربية، مع أن «كاترين» في مقارنتها الخطيئة تلك أشارت إلى ضحايا «مذبحة النرويج» الشهيرة، وما يلقاه أطفال سوريا ونساؤها وشبابها من قوات بشار الأسد، ولم تُقصر المقاومة على أطفال غزة، وألحق الرفض الغربي تصريحا لوزير الخارجية الإسرائيلي المشكوك في قواه العقلية «ليبرمان» الذي طالب مسؤولة شؤون أوروبا السياسية بالعودة إلى صوابها، وضرورة التفريق الدائم بين أطفال العالم و»أطفال إسرائيل» الذين يبيتون مستيقظين رعباً من «صواريخ غزّة» الهاطلة عليهم -يا عيني- ليل نهار، رغم أن «أخلاقيات» جيش الدفاع الإسرائيلي تمنعه دائماً من استهداف «الأطفال والنساء» في غزّة عند طلعاته لصد عدوان الإرهابيين، ومعهم كل المدنيين، ونسي «ليبرمان» أن إحدى غارات جيشه على غزّة قد أسفرت عمّا يقرب من 300 ضحية أغلبهم أطفال ونساء! وحتى لا يجرؤ أحد على ذكر الفلسطينيين بعد ذلك فقد انضم ل»جوقة العزف» نتنياهو وغريمته «شمطاء» إسرائيل «ستيفني ليفني»، حيث عزفا معاً «كونشرتو» معاداة السامية، مطالبين المجتمع الدولي المتحضر! بوأد ذلك الاتجار الذي بدأ يطل برأسه من جديد، مع أن «الهولوكوست» ليس عملاً فلسطينياً، وإنما هو -إن كان قد جرى- جريمة أوروبية حدث إجماع على إلصاقها من غير المهتمين، وتفريغ شحنة الانتقام من النازية، في أناس لم يعلموا شيئاً عنها، لكن نقول إيه في العدل الأوروبي المقاتل في سبيل حقوق الإنسان.. إلا الفلسطينيين!