تظهر الصور على شاشة في الطابق العلوي من مستشفى الفلوجة العام، وفي لحظة واحدة، يصبح مكتب الإدارة لناظم شكر الحديدي غرفة رعب صغيرة، طفل صغير ذو فم مشوه إلى درجة كبيرة، طفل يعاني من تشوه في عموده الفقري، وتخرج مادة من العمود إلى خارج الجسم، طفل ذو عيون ضخمة جاحظة، طفل آخر بنصف رأس، ولد ميتا كالآخرين، تاريخ الولادة 17 يونيو، 2009. وتظهر صورة أخرى على الشاشة: تاريخ الولادة 6 يوليو 2009، وتُظهر طفلا صغير الحجم بنصف ذراع يمنى، دون رجل يسرى، وبدون أعضاء تناسلية. يقول السيد الحديدي “نحن نرى هذا دائما”، دخلت طبيبة اتضح أنها أشرفت على توليد بعض هؤلاء الأطفال الذين ولدوا ميتين إلى الغرفة، قالت مشيرة إلى الصور “لم أر في كل حياتي المهنية شيئا بهذا السوء”، طلبت رؤية هذه الصور لأتأكد أن الأطفال الذين ولدوا ميتين والتشوهات حقيقية، وهي كذلك بالفعل، هذا كثير، هذه الصور بشعة لدرجة أن الألم من رؤيتها يصعب تخيله، ببساطة لا يمكن نشرها. الأطباء في الفلوجة يعرفون أننا نعرف عن هذه المأساة، وفي الواقع ليس هناك ما يخفى عن تشوهات الأطفال في الفلوجة، بعض الزملاء الصحفيين الآخرين زاروا الفلوجة للكتابة عنها، المعيب أن هذه التشوهات لا تزال بدون رقابة.تستمر الصور على الشاشة، 19 يناير 2010: طفل بأطراف صغيرة جدا، ولد ميتا، طفل ولد في 30 أكتوبر 2010، بشفة مشقوقة وحلق مشقوق، لا يزال حيا، ثقب في القلب، تشوه في الوجه بحاجة لمعالجة بأجهزة متطورة غير متوفرة. هذا بلد عربي فيه عدد من التشوهات والسرطانات أكثر من أوروبا وهناك حاجة لإجراء دراسات وبائية، أنا متأكد أن الأمريكيين استخدموا أسلحة سببت هذه التشوهات.