ثلاثة أرباع الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لديهم مشكلات متعلقة بالتغذية، وحالات سوء التغذية لديهم في ارتفاع دائم. أسباب حدوث هذا المرض قد تكون لها علاقة قوية بوجود مشكلات جينية متوارثة، أو تعرض الجنين لسموم قبل الولادة أو بعدها، فيصبح الطفل غير قادر على هضم بعض العناصر الغذائية؛ لذا عند دخولها مجرى الدم تتحول إلى مواد أفيونية تؤثر على الدماغ مباشرة. للتغذية دور مهم في تحسين حالة المريض الذهنية والجسدية، فعلى اختصاصي التغذية أن يبدأ بالتدخل تدريجياً خطوة بخطوة قبل اتباع نظام غذائي معين. الخطوة الأولى: الابتعاد عند إعداد الطعام عن المكونات الصناعية (مثل: المُحلِّيات، النكهات الصناعية المعلبة، الزيوت المهدرجة)، وكذلك الابتعاد عن العوامل التي تهيّج الجهاز الهضمي (مثل: الكافيين، حليب الصويا، النترات الموجودة في المواد الحافظة في الطعام المصنع لتثبيت اللون كما في اللحوم المحفوظة كالمرتديلا وغيرها...)، وأيضاً الابتعاد عن الأطعمة المقلية، والوجبات السريعة. ثانياً: تنظيف المطبخ من السموم (قدور الألومنيوم، الأغطية أو الصحون البلاستكية، الميكروويف). ثالثاً: تجنب أي نوع من الأطعمة المسببة للحساسية الغذائية، والتركيز على الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية والخمائر (مثل الزبادي) ومصادر أوميغا 3 (مثل الأسماك وبذور الكتان). أخيراً: البدء بنظام غذائي منخفض الفينول، يحد من تناول الأطعمة عالية الفينول (بما في ذلك جميع المكونات الاصطناعية والفواكه الغنية بمادة ساليسيلات مثل: العنب، والجوافة، والأناناس، الخوخ، التوت، الفراولة وغيرها). ويجب إجراء اختبار حساسية الغذاء (IgG- Test) والأخذ بعين الاعتبار أي مشكلات أخرى متعلقة بالجهاز الهضمي (مثل: الإمساك أو الإسهال) عند البدء بالنظام الغذائي المناسب. التدخل عن طريق التغذية يلعب دوراً مهماً في تحسين صحة المريض، حيث إن لها تأثيراً مباشراً على الدماغ. ولكن نحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات، حول الأنظمة الغذائية المختلفة المتاحة لمرضى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.