مر ما يزيد على السنة بقليل على محنة السوريين السيئة، وهذا جعلهم يفيقون من الوهم. شخصية بارزة من المعارضة السورية قال لي في إسطنبول مؤخرا «لقد تخلى عنا العالم.»بعد أيام قليلة، في مخيم للاجئين في ضواحي أنطاكية، في مدينة للخيام تبعد مسافة قريبة عن وطنهم المعذب، كرر سوريون عاديون نفس الرسالة. دبلوماسية كوفي عنان المستمرة ووقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأممالمتحدة يراها السوريون على أنها شاهد لتخلي القوى الغربية وخط حياة للنظام. يقول المسؤولون الأمريكيون إن سوريا ليست ليبيا وأن حمص ليست بنغازي. الدفاعات الجوية السورية كثيفة مقارنة مع دفاعات ليبيا، وجيش نظام دمشق أقوى. كما أن الحدود السورية أكثر حساسية وهي تعيق عملية إنقاذ مثل التي خلصت الليبيين من قبضة طاغيتهم. الحقيقة هي أن الدفاعات الجوية السورية يمكن تفكيكها بسهولها. وذلك الجيش القوي الذي يتحدث عنه الغرب هو نفسه الذي يقول عنه السوريون «جيش أبو شحاطة». المجندون السنّة منهكون وخائفون وجائعون ويلقى بهم في مهام يكرهونها ويخافون منها- قتل أبناء السنّة مثلهم. أما الحدود الحساسة فهي يجب أن تسوغ قيام الناتو بعملية ضد النظام المارق. بهذا المعنى فإن سوريا ليست ليبيا، لكنها أكثر أهمية بكثير.الجميع ينتظرون الضوء الأخضر والقيادة من واشنطن. تركيا سوف تعمل ولكن فقط تحت راية الناتو، وبالاشتراك مع الولاياتالمتحدة.