كثيرا ما يلفت انتباهي إعلانات شركات تروج لسلعها ومنتجاتها وخدماتها بالمملكة تستند في صلب الإعلان على معلومات غير موثقة وتخدع المتلقي أو المستهلك، ولتوضيح ذلك أسوق بعض الأمثلة مما تتداوله بعض تلك الإعلانات الخادعة: «نحن الأكثر مبيعا بالمملكة»، «ثبت علميا أن منتجاتنا الأفضل أمانا والأكثر إقبالاً لدى الأسرة السعودية»، كثير من العبارات الترويجية التي تتداول في الإعلان سواء في الإعلام المسموع أو المقروء أو المرئي لا تستند إلى حقائق موثقة، وتندرج تحت قائمة خداع المستهلك وغشه، وقد يكون هناك عذر للجهات الإعلامية بأن كثيرا من هذه الإعلانات يتم بثها أو نشرها عبر وسائل إعلامية غير سعودية، ولكن يبقى الدور الآخر الذي تضطلع به وزارة التجارة كون هذه الشركات مصرحة وتعمل بالداخل في بيع منتجاتها في منع هذه الطريقة المضللة، ويجب أن يكون هناك شعبة تتابع زيف مثل هذه الإعلانات وتعاقب المتجاوزين، وسن قوانين تعاقب بغرامات، أو حتى لو لزم الأمر إيقاف نشاط كل من يفعل ذلك. الأمر أحيانا يبعث على السخرية عندما تجد الشركات المتنافسة كل واحدة تزعم أنها الأفضل على مستوى المنطقة والأكثر مبيعا والأفضل جودة والأكثر تفضيلا من العميل والآمن صحيا والأعرق تاريخا و.. و..، أعتقد أنه قد حان الوقت أن لا يسمح بذلك ويبدأ بالتحقق من محتوى الإعلان، لا نريد أن نبدو كالأغبياء نتلقف كل شيء مسمعا ومشاهدة وابتلاعا وملبسا واستخداما، فإما أن يكون الإعلان في محتواه صادقا مثبتا بوثائق معتمدة من جهات معترف بها أو أن يكون على شكل عرض للمنتج فقط دون أكاذيب.