قال خبير متخصص في المصرفية الاستثمارية، إن التخطيط المبكر والإعداد الجيد من أهم العوامل المساعدة لنجاح الشركات في إتمام عملية الاكتتاب الأولي لأسهمها في سوق الأسهم السعودية. ويرى مدير عام المصرفية الاستثمارية في شركة جدوى للاستثمار طارق السديري، أن معالم الاكتتاب الأولي الناجح تتمثل في العائد المالي من السهم عند الاكتتاب وبعده، والأثر التجاري من خلال هيكلة عملية الاكتتاب بشكلٍ يلبي احتياجات الشركة الحالية، ويمكنها في الوقت نفسه من تعزيز فرص النمو مستقبلا، إضافة إلى النجاح في الحفاظ على سمعة الشركة وملاكها من خلال الأثر الإيجابي للاكتتاب، مما يمكن الشركة وملاكها من الاستمرار في نمو أعمالهم دون أثر سلبي قد ينتج من الطرح العام. وألقى السديري، الضوء على خطوات الإعداد الرئيسة التي يجب على الشركات الأخذ بها أثناء مرحلة ما قبل الاكتتاب الأولي، التي تتمثل في تطوير العُمق التجاري والتشغيلي للشركة، الهيكلة والحوكمة، والنشاط التسويقي الذي يتضمن حملات إعلامية وإعلانية للتعريف بالشركة وإنجازاتها. وأفاد أن العمق التجاري والتشغيلي يتضمن الأنموذج التجاري الذي يبرز موقع الشركة وميزتها التنافسية، والمؤثرات الرئيسية في أعمالها، وإستراتيجية نمو الشركة التي تتمحور حول خطط التوسع في أعمال الشركة وآلية تمويلها، والإدارة من خلال التأكد من قدرات الإدارة العليا والتزامها وتماشي مصالحها مع مصالح الملاك، وأخيراً البنية التحتية من ناحية الفعالية والسرعة في إعداد وتوفير المعلومات المالية والتشغيلية. وأضاف أن الخطوة الثانية تتمثل في الإعداد للاكتتاب الأولي في إتمام هيكلة الشركة من مختلف النواحي بدءًا بالهيكلة القانونية (أي تحول الشركة إلى شركة مساهمة مغلقة)، وهيكلة الملكية والأنشطة عبر دمج أو فصل الأنشطة وهيكلة ملكية الشركة، وانتهاءً بالهيكلة المالية التي تركز على تفعيل الميزانية العامة بما يتناسب مع احتياجات الاكتتاب وتحقيق التمويل المتوافق مع الشريعة. وأشار إلى أن عامل التوقيت يحمل أهمية بالغة أثناء تنفيذ الاكتتاب الأولي، حيث يجب على الشركات إصدار القوائم المالية بدون تأخير وتعيين مختلف المستشارين في الوقت المناسب، مبيناً أن التقييم وإعداد المستندات خطوة أخرى مهمة في هذا الجانب، من خلال الموازنة بين تقييم الاكتتاب وأداء السهم بعد الاكتتاب، في الوقت الذي تعّد فيه جودة ملف الاكتتاب عاملاً مساعداً في سرعة الحصول على موافقات الطرح ونطاق السعر.