يُزعجني صديقي الجميل خالد الأنشاصي عندما يقول لي: هات مقالاً بديلاً، حينما يرى أن المقال الذي سبق وأرسلته له مخالف لشرع الصحافة وخارج أعراف اللوائح الإعلامية في مضاربنا. وبعدما تقل غضبتي ويمرّ بعض الوقت من انزعاجي، وأتناول بعض أقراص الموسيقى، لا ألوم الشاعر الشفيف، ولا ألوم الصحيفة، وألوم الوقت، والساعة، والحائط الذي عُلّقت عليه الساعة، وألوم ذلك الشرخ الصغير الذي رأيته في ذات «الحائط» دون أن أدري بالعاقبة، ذلك الشرخ الذي ألصقت أحداقي بأحداقه، فرأيتُ الكنز.. وحارسه! وها أنا أكتب، وحتى هذه الجملة، لا أدري ما سيكون المقال البديل؟! ولماذا يكون هذا بديلاً؟! ولماذا عليه أن يكون في الاحتياط، مثل جندي وسيم، يراه العساكر شبه رجل، لأن أمه كانت جميلة جداً! هو أيضاً لا يجيد الرمي بالبندقية أيام التدريب، كان يفكر كثيراً في صانع البندقية والرصاص. ولاحقاً.. عندما قُتل أحد الرفاق الأشاوس، قالوا له تعال للمعركة! هذا هو المقال البديل، لن يعجب الكثير، ولن يهتم به إلا جندي بديل آخر.. أو من يعيش في هذه الحياة.. كبديل! وإني أتساءل الآن، ماذا لو صدقَ الشكُّ، وكنا في هذه الحياة مجرد.. بدلاء؟! كيف ستكون قيمة الكراسي الخشبية التي نربّي عليها الترقب؟ وما هو الثمن الشرائي الحق.. للصبر، وتعوّد الغبينة؟ وكيف صارت لنا أمنيات شريرة تتقمص دور «عثرة» لأساسي ما، جَلَبهُ للميدان أشياء متشابهة بين الأساسيين، كآخر الاسم، كأول المنابت، كأوسط الدار؟! فيا أيها المقال البديل، ها هي أشلاؤك فوق «الكيبورد»، تشبه خارطةً لوطنٍ شعبه جياع، يراهم موظف فيدرالي مرموق من طائرة حربية فاخرة، فيكتب في تقريره المزعوم: (السادة الأممالمتحدة، هذا شعب مصاب بالطاعون، والسل، يُنصح بعزله!).