انتفضت معظم المحافظات السورية بمدنها وبلداتها، في «جمعة سننتصر ويهزم الأسد» بمظاهرات حاشدة تميزت بضخامتها وبروح التحدي والإصرار على متابعة التظاهر رغم الحصار الأمني الشديد على معظم المناطق. ففي ريف دمشق أكد الناشط محمد الساعور من مدينة دوما ل»الشرق»: أنَّ المدينة التي تتعرض لحصار خانق من قبل الأمن والشبيحة والقناصة انتفضت عن بكرة أبيها، مبيناً أنَّ مظاهرات خرجت من كل المساجد في «دوما» وقدر الساعور عدد المتظاهرين الذين تجمعوا عند الجامع الكبير لوحده بما يزيد عن 75 ألف متظاهر، وتابع الساعور: لقد منع الأمن والشبيحة والقناصة التي تمركزت على المباني الملاصقة لسوق الهال الأهالي من الصلاة بجانب سوق الهال، وأنَّ عناصر الأمن والشبيحة نفذت حملة اعتقالات عشوائية لكل من صادفته في طريقها من المارة، وتابع: استخدمت عناصر الأمن عدداً من الشبان اعتقلتهم عشوائياً كدروع بشرية أثناء اقتحامها للمناطق السكنية، وإطلاق النار العشوائي من سيارات الشبيحة بكثافة. واستشهد الطفل آدم باسل النجار (سنة وشهرين) وهو شقيق الشهيد الطفل يوسف باسل النجار الذي استشهد قبل يومين برصاص القناصة وشيع بعد صلاة العصر من المسجد الكبير. وأكد ناشط من بلدة «زملكا» خروج مظاهرة حاشدة في «جمعة سننتصر ويهزم الأسد» هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات مبيناً أن المظاهرة انطلقت من عدة مساجد في البلدة والتقت بنقطة واحدة متحدية الحصار الخانق المفروض عليها، من قبل الدبابات وحواجز الأمن والشبيحة المنتشرة بالبلدة، إضافة إلى القناصة المنشرة على المباني الحكومية وأضاف الناشط: ان المتظاهرين هتفوا بضرورة تسليح الجيش الحر ودعمه، والتنديد بالمواقف الدولية المتخاذلة بحق الشعب السوري المنتفض. كما أكد ناشطون من دمشق خروج مظاهرات حاشدة في مناطق كفرسوسة ودف الشوك وركن الدين والصالحية وبرزة والميدان والقابون والزاهرة وجوبر وعدد آخر من مناطق دمشق، مبينين أنَّ مظاهرة دف الشوك كانت الأعنف إذ شهدت إطلاق رصاص وبشكل مباشر على المتظاهرين ما أوقع شهيدين وعشرات الجرحى. وفي مدينة الحولة في محافظة حمص قال ناشط صحفي من المنطقة أنَّ المدينة تعرضت لقصف همجي استهدف الأحياء السكنية والساحات كما تم قطع الاتصالات كافة عن المدينة. وفي محافظة درعا قال ناشطون أنَّ النظام قطع كافة أنواع الاتصالات عن المنطقة الشرقية (الكرك الشرقي، المسيفرة، الجيزة، نصيب) فيما لا تزال كتائب أمن الأسد تشن حملة عنيفة على بلدة الكرك الشرقية وتحاصر بلدة المسيفرة.