قبل عام تقريبا، أعلنت مجموعة إعلامية شهيرة نيتها تقديم شخصية الفاروق أبي حفص رضي الله عنه في عمل تليفزيوني ضخم من عدة أجزاء، واختارت كاتب الملاحم العربية وليد سيف صاحب ملوك الطوائف والزير سالم ليقدم نص العمل، كما اختارت المخرج حاتم علي ليشرف على تمثيل الملحمة الغنية التي تمثل الفترة الذهبية في تاريخ دولة الإسلام بفتح أهم ثلاثة بلدان، العراق والشام ومصر.. وقت الإعلان قدرت ميزانية العمل بمائة مليون جنيه مصري، على أن يستعان بخبرات تركية في تنفيذ اللوحات القتالية لتليق الملحمة باسم حاملها.. وفي المؤتمر الصحفي أوضح رعاة العمل اعتمادهم على فتوى من شيخ سعودي معتبر وآخر مصري يقيم في الخليج لدرء الممانعة الشعبية والإعلامية التي تصاحب تمثيل شخصيات كبار الصحابة عليهم رضوان الله وصلواته وسلامه.. بعدها تناول بعض الكتاب الخبر في الصحافة وظهرت على الفيس بوك صفحة عنوانها (معا ضد تمثيل شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه)، ثم انقطعت أخبار العمل وكنت أجتهد في تقصي معلومة هنا أوهناك دون جدوى وظل في نفسي شعور بأن الأيام المقبلة ستحمل ضجيج الخبر في فترة السباق الإعلاني المحموم قبل شهر رمضان المبارك.. شخصيا أتمنى أن يصلني خبر بأن العمل متوقف، لأنه ورغم انتزاع الفتاوى في زمن كثرة المفتيين يبقى ظهور شخصية عظيمة لها من القداسة والعظمة مجسدة أمرا يخالف ضمير جماهير المسلمين بل ولا يضاهي التجسيد النوراني في مخيلة المسلم للخليفة الذي يفر الشيطان خوفا منه.. لنعتبر من تجسيد السينما الإيرانية للشخصيات المقدسة كشخصية النبي يوسف عليه السلام.. مشهد قرائي لآية من السورة يغني عن تخبطات أهل الفن.. على أهل الفن أن يعرفوا أن اقتحامهم مناطق ليست لهم يعرضهم لنتائج عكسية!