اتفق المغرب وروسيا على توسيع مجالات التعاون العسكري والتقني بين البلدين في خطوة لافتة، خصوصاً أن المغرب كانت تعتمد في هذا المجال على الولاياتالمتحدة وفرنسا بشكلٍ أساسي. واعتبرت مصادر “الشرق” أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، إلى روسيا تدخل في سياق تنويع العلاقات المغربية وإخراجها من دائرة أمريكا وفرنسا، خاصةً على مستوى العتاد العسكري حيث يعتبر المغرب زبونا أساسيا واستراتيجيا لواشنطن وباريس. وتوقعت المصادر ذاتها أن يخلخل التعامل مع روسيا عسكرياً حسابات الجارة الجزائر التي احتكرت التعامل في هذا الجانب مع الدب الروسي، خاصة في ظل التسابق الصامت بين البلدين الجارين على تعزيز ترسانتيهما العسكرية. وتسعى الرباط أيضا من خلال تمتين علاقاتها مع روسيا، إلى المزيد من التنسيق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك إضافةً إلى كسب نقاط أخرى في ملف الصحراء المغربية الذي دخل مراحل حاسمة في مجلس الأمن الدولي. بدورها، أكدت الخارجية الروسية أن روسيا تولي اهتماما كبيرا بتعميق الحوار السياسي مع المغرب، وأشارت إلى أن مواقف البلدين متقاربة حول العديد من المشكلات الإقليمية والدولية، مضيفةً أن عمل المغرب في مجلس الأمن الدولي خلال عامي 2012 و2013 بصفة عضو غير دائم يخلق ظروفا جيدة لتبادل الآراء بين موسكووالرباط حول المسائل الأساسية الراهنة. ويُذكَر أن وزيري خارجية البلدين ناقشا خلال المباحثات مسائل توطيد السلام والأمن في المنطقة، ومكافحة الإرهاب الدولي، والوضع في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والوضع في سورية ولبنان والملف النووي الإيراني وغيرها من الموضوعات الدولية والإقليمية. وتعود بوادر التعاون العسكري بين روسيا والمغرب إلى عام 2005، عندما وقعت موسكو مع الرباط عقدا لتوريد ستة أنظمة للدفاع الجوي “توجوسكا إم 1′′، والتي تتضمن رادارات وصواريخ ومدافع مضادة للطائرات، بمبلغ قُدِّر حينها بنحو مائة مليون دولار.