ليس المقصود من برنامج جوت تالنت أو «مالكي القدرات» هو المزاح والسخرية على المتسابقين بسبب أو بدون سبب كما يقدمه أبطال لجنة التحكيم في النسخة العربية، حينما تشاهد هذا البرنامج بنسخته الأمريكية تجده يبحث عن المواهب الجيدة يفرزها يقومها يرشدها ومن لا يملكون المواهب «يقضبون الباب». في حين تتفوق نجوى كرم نسبياً في مهارات تحليل قدرات المواهب تغيب هذه الملكة عن زميليها علي جابر وناصر القصبي اللذين أحياناً يتفرغان للتفرج على المتسابقين وأحياناً إطلاق ضحكات بلا معنى. ما حدث مع الشاب السوري «محمد» في حلقة الجمعة الماضية هي سخرية بالمعنى الكامل من أعضاء لجنة التحكيم لشاب ضل طريقه ولا يملك أي موهبة كان من الأجدى أن توضح لجنة التحكيم ذلك من البداية حتى يبحث الشاب عما ينفعه في هذه السن المبكرة بدلاً من أن تلغى نجوى كرم تصويتها من «لا» إلى «نعم» فتفقد البرنامج جديته وسط تطبيل مطرب الراب السعودي «قصي» الذي زج بنفسه ليتراقص مع ريا أبي راشد التي تألقت في تقديمها البرنامج السينمائي «سكوب» ثم عادت لتقف في مشهد غريب تارة تطبل للجنة التحكيم وتارة تسترجي نكات وضحكات سمجة مع قصي إما عن أحد المتسابقين وإما عن اللاشيء. لا أدري هل أصحاب النسخة الأصلية من هذا البرنامج يشاهدون النسخة العربية وهل هناك مجال لإعادتها لجادة الصواب في اكتشاف المواهب الحقيقية والابتعاد عن التهريج قدر الإمكان، وإذا كنا غير قادرين على إنتاج أعمال فنية ممتعة على الأقل يجب علينا ألا نساهم في تشويه هذه المتعة في نسخها الأصلية.