سؤالٌ يتقاطر «حموضةً»، ثم لا يلبث أن يُحْدِث في الكبد: «مِرّاً»!؛ تَدَارك أمرك إذن، ودُس إصبعكَ السبابةَ في قاع حلقك (هاه بَشّر تقيأت/ طَرّشت). ذلك أني أخشى عليك إن لم تتقيأ «المِر» فسيصكك رأسك بما يُعْرف ب: «دوار المواطنة»! ما علينا دعوني أنقلكم الآن إلى قلب الحدث: الموقع: مكان سوي حُشِر الناسُ فيه ضحىً (من كافة أطياف المجتمع).. هاهنا «يافطة» عُلقت على ناصية ِالموقعِ مكتوب عليها: «هنا نَحو الأمية الوطنية» الزمن: تو الغاية التي من أجلها جُمعَ الناسُ: قياس نسبة «الأمية» الوطنية من خلال إجاباتٍ عشوائيةٍ على سؤال هذا نصه: «من هو المواطن»؟! خبطَ عشواءٍ من إجاباتٍ أنثرها من خلال هذه المرقومات: -1 شيخ طاعن في السن: المواطن هو: من يموت وما عليه دَين بالمرة. -2 امرأةٌ تجاوزت الخمسين ابتدرتني بقولها: قصدك المواطِنة: هي يا وليدي: من تملك مبسطا دون مِنّةٍ ولا أذىً من مراقب البلدية. -3 رجلٌ رَبْعةٌ من أهل بريدة يلثغ في حرف الراء التقط السؤال دون أن يكمله فأجاب: المواطن: هو من يتابع الثامنة مع داود، وأضاف: (الولد ولدنا.. والهرج هرجنا.. والأهم من كل هذا إنه خلاني اكتشف أني كنت أعمى)!. -4 كهلة من أهل الباحة تتقِدُ عيناها ذكاءً وتجربةً وبصوت جهوري قالت: المواطن هو: من يجد عملا في: «أرامكو» له ولأولاده. -5 أب من سدير لست بنات.. جَزم بأن: المواطن هو: من يظفر لبناته بأولاد الحلال «مع العفو والعافية». -6 شاب جيزاني بطول متوسط ونحافة ظاهرة وكد على أن: المواطن هو: من تمكنه ظروفه من الهجرة إلى جدة لعله أن يكون: «هاشم عبده» آخر أو أن يمسي: «عبده خال» ثانٍ. -7شباب من الرياض وقد حشروا سيقانهم ب«بناطيل سكيني» جاءت إجابتهم متفقة على: أنهم وجدوا وطنيتهم أخيرا ب: المولات (كذا نطقوها بالعربنيزي)! -8 شابة عاطلة: المواطنة هي من تم تثبيتها وظيفيا. -9 طفل دون السابعة أجاب واثقا: المواطن من: «يَطْلع بالتلفزيون». -10 ستيني من جدة لم يمهلنا حتى قال: المواطن: باختصار هو من يجيد السباحة.-11 أحد أبناء عنيزة.. كأنه لم يسمع السؤال فلاطفنا بقوله: «سَم يا بَيِّي»: تعني المواطن.. خذ عندك هو: من يعرف عبدالله النعيم. -12 حارس أمن: المواطن هو من: يأتي آخر الشهر دون أن يضطر لسُلفة. -13 آخر عصامي يشكو حدبة في ظهره أجاب: المواطن هو: من لم يزل حيا وهو ينتظر اسمه في بنك التسليف. -14 شاب (طاق اللطمة) ويعبث بالمسبحة بين أصابع يده اليسرى كانت إجابته: أن المواطن: من له معارف بالمرور. -15 سمين ويرتدي ملابس رياضية باهظة قال: المواطن هو: من يشجع الهلال وبس. -16 مدرس متقاعد: حلف أيمانا مغلظة بأن المواطن هو: من يجد سريراً لمريضه (ثم بكى)! -17 متزوج مسيار: المواطن من لا تعبث الخطوط الجوية بحجوزاته. -18 كفيف من القريات «متزوج من اثنتين» كان جوابه: المواطن هو: من لم تجبره ظروف أبنائه الصحية على التردد للأردن.