اتهم الفنان والمسرحي، فيصل الشعيب، المنتجين السعوديين بأنهم سبب تدهور الفن السعودي، حسب وصفه، من خلال تأكيد مفهوم المحسوبيات والمناطقية والشللية. جاء ذلك في ورقة العمل التي قدمها الفنان فيصل الشعيب، ونظمتها لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون بأبها، مساء أمس الأول، على مسرح الجمعية التراثي، وكان موضوعها «تكنيك الممثل». وبدأ الشعيب ورقته بالتعريف الكامل للتمثيل، وأهمية تحديد إمكانيات الممثل وإبداعاته عبر أدواته التي يستخدمها في تقديم سينوغرافيا جسدية متلونة ومتعددة، وعن مكونات الممثل في الأداء التي تتوزع بين الجسد والصوت والحركة والتعبير والإحساس بالصدق في تقديم الشخصية. وتحدث عن أهم الشخصيات المسرحية التي عرفها التاريخ، مثل (أوديب – هاملت – عطيل...)، وعن أهم الكتاب المسرحيين أيضاً، ثم تطرق إلى منهج ستانسلافسكي، صاحب أهم منهج في التمثيل المسرحي. بعد ذلك انتقل إلى الاعتناء بالشخصية وأزيائها ومكياجها لتقارب الواقع والشخصية المراد تمثيلها، وتطرق الشعيب في ورقته أيضاً إلى وعي الشخصية، والقدرة على تطويرها، وواجبات الممثل التي يجب أن تكون محور اهتمامه للظهور بأفضل وأرقى صورة أمام المتلقي. وأشار إلى أهمية قراءة الأبعاد النفسية والتحليلية للشخصية التي يريد الممثل أداءها، وتحليل كل أبعادها النفسية والجسمانية والمعيشية والاجتماعية. ووجه الشعيب اتهامه إلى المنتجين بأنهم من يبحث عن الأصدقاء والمقربين من خلال البحث عن شخصيات تؤدي الأدوار الفنية في أي عمل، تلفزيونياً كان أو مسرحياً. وأضاف أن من أحد أهم أسباب تدهور الفن السعودي هو قيام شركات الإنتاج بالبحث عن ممثل جاهز لشخصية محددة سبق وأن قام بأدائها. ورأى الشعيب أن هذه الطريقة هي قتل للمواهب، من حيث تأطير الفنان في شخصية واحدة فقط، بحيث لا يستطيع الممثل الخروج منها بعد تكرار أدائه لها أكثر من مرة، وفي أكثر من عمل. وأضاف الشعيب أن الفنان حين ينجح في أداء شخصية معينة يحاول التمسك بها، في إشارة منه إلى الخوف من الفشل في حال الخروج من الشخصية ذاتها، وضرب الشعيب مثالاً بالفنان فايز المالكي، الذي رأى أنه لا يستطيع الخروج من شخصية «مناحي»، التي أطَّر نفسه داخلها، ولم يستطع التخلي عنها، حسب وصفه، وعزا الشعيب سبب ذلك إلى ضعف إمكانات الممثل وأدواته. وعلى النقيض، استشهد الشعيب بتعدد الشخصيات، وخلق ال»كركترات»، أو الشخصيات الجديدة، مثل ما يقدمه الفنان ناصر القصبي، الذي وصفه بالممثل الأول في المملكة العربية السعودية.