الهواية هي جاذبية الحياة، هي التي تعطي الحياة جاذبية وبريقا واستمتاعا... نحن شعب بلا هوايات... الحياة قاسية وتتحول إلى مملة.. ومليئة بالواجبات... الدراسة واجبات، العمل واجبات، الواجبات الاجتماعية واجبات ونحن أبطالها، بإمكاننا الدخول في كتاب جينيس للأرقام القياسية للواجبات الاجتماعية، ولا أدري إذا كان المذكور جينيس لديه مسابقة للواجبات الاجتماعية، ولكن دعونا نحصل على رقم قياسي ولو في هذا المجال المليء بالهذرة والحش والملل وانتقاص الآخرين. الهواية تنقلك من كل هذه الترهات إلى عالمها الرحب المليء بالإبداع والرضا النفسي، لأنك إذا أحببت شيئاً أبدعت فيه، ولا أحد يجبرك على عملها، قليلة الأشياء في مجتمعنا التي لا أحد يجبرنا على عملها... نحن محاصرون بقيود اجتماعية وقيود ثقافية وقيود القيود... أغلال نفصلها ونلبسها ثم نلوك أيامنا وتلوكنا ثم نقع في مطب الطفش والعبث واللا جدوى، فتش في الاستراحات والمقاهي لتجد الألوف من الطفشانين يقتاتون الملل ولا يألون إلى شيء إلا لقتل الوقت.. المشكلة أننا لا ندري ما الهواية ولا كيف نحافظ عليها لأننا مشغولون باللا جدوى! الهواية باختصار هي الممارسة غير الضارة التي نستمتع بأدائها دون أن يطلب منا أحد أداءها، شعوب العالم المتحضر تعول كثيراً على هواياتها في جلب المتعة والفائدة والثروة أحياناً. فلا تحتقر هوايتك مهما كانت بشرط أن تكون غير ضارة طبعاً ولا تخجل منها سواء كانت تربية طيور أو كمبيوتر، أو أخرى كالرسم، القراءة، الكتابة، السباحة، الديكور، جمع علب الكبريت، الطبخ (كثير من الطباخين العالميين يجنون مبالغ طائلة)، الشعر وغيرها...، المهم استمتع بهوايتك واحضنها ودللها ولا تفرط فيها بسهولة وحاول تعلمها ومارسها وافتخر بها ولا يحبطك رفاقك المسمومون الذين ينتشرون في المقاهي والاستراحات...