تخفي إيران وجهة مبيعاتها النفطية عن طريق اغلاق أنظمة التتبع على متن ناقلاتها وهو ما يجعل تقدير حجم الصادرات أمراً صعباً مع سعي طهران لمواجهة العقوبات الغربية التي تهدف لوقف ايراداتها النفطية. وقالت مصادر في قطاعات النفط والتجارة والشحن البحري أن معظم أسطول الناقلات الايراني المكون من 39 ناقلة أصبح غير قابل للتتبع بعد أن أمرت طهران قادة السفن التابعة لشركة الناقلات الوطنية الايرانية باغلاق جهاز المرسل المجيب الذي يستخدم في قطاع الشحن لرصد حركة السفن. وقال مسؤول تنفيذي كبير في شركة نفط وطنية تعاملت مع ايران “ايران تحاول التعتيم قدر الإمكان بمساعدة من زبائنها.” وقالت المصادر أن إيران ربما عاوضت عن انخفاض في مبيعاتها النفطية في مارس اذار بحسب تقارير من خلال تقديم خصم كبير في صورة شحن مجاني وتمويل وتأمين وشروط ائتمان سخية. وبسبب الحظر الاوروبي لاستيراد النفط الإيراني الذي سيبدأ تطبيقه أول يوليو تموز والعقوبات المالية الامريكية والأوروبية التي تستهدف البرنامج النووي الايراني تراجعت مبيعات النفط الايرانية إلى معظم الوجهات الغربية وصدرت وعود من بعض الزبائن الآسيويين بأنهم سيخفضون مشترياتهم. لكن المصادر تقول أن المبيعات الرخيصة والسرية قد تكون أبطلت انخفاض الشحنات، والحذر واجب هنا. فقد أغلق قادة السفن العملاقة التابعة لشركة الناقلات الوطنية الايرانية أنظمة التعرف ويلتزم الزبائن بالكتمان الشديد. وقال رئيس قسم النفط الخام لدى شركة نفطية تجارية كبرى “الناس كتومون للغاية حالياً. لا يتحدثون عن الأمر على البريد الالكتروني أو الهاتف المحمول.” ويظهر مسح رويترز للأسطول الإيراني من خلال خدمة ايه.اي.اس لايف لتتبع السفن أن سبعة فقط من أصل 25 ناقلة إيرانية عملاقة هي التي مازالت تشغل جهاز المرسل المجيب على ظهر السفينة الذي يسمح لاجهزة الكمبيوتر بتتبعها. وتقول مصادر في قطاع الشحن أن إثنتين فقط من الناقلات الايرانية التسعة من طراز سويز ماكس الأصغر حجماً تشغل أنظمة التتبع. وقال مسؤول في قطاع الشحن طلب عدم نشر اسمه “سفن شركة الناقلات الوطنية الايرانية ستعمل في الخفاء.” وفي الظروف العادية لا تغلق الناقلات أنظمة التتبع التي استحدثت لتحسين السلامة البحرية وتمكين السلطات البحرية من تحديد مواقع السفن. والسفن ملزمة بموجب القانون الدولي بحمل جهاز تتبع بالقمر الصناعي على متنها عند السفر، لكن قائد السفينة له الحرية في إغلاق الجهاز لأسباب تتعلق بالسلامة إذا أخذ إذنا من الدولة التي ترفع السفينة علمها. وأغلقت بعض الناقلات أجهزة التتبع في العام الماضي أثناء الحرب في ليبيا لكي تتاجر مع حكومة القذافي دون أن يجري رصدها. ولان العقوبات الغربية تزيد من صعوبة سداد ثمن النفط الإيراني وشحنة من إيران فقد أصبح من الصعب حساب حجم الشحنات التي تبحر من المرفأ الايراني الرئيسي في جزيرة خرج. وقال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي أن صادرات النفط الايرانية مستقرة عند مستوى العام الماضي البالغ 2.2 مليون برميل يومياً. لكن من الصعب التوفيق بين هذا وبين بيانات تتبع الناقلات ومعلومات السوق. رويترز | لندن