تتكرر مسيرات الزواج التي تغلق شوارع حفر الباطن، وتحدث بشكل يومي، حيث اعتاد أهالي المحافظة على رؤية الطرقات المغلقة بشكل كامل من قبل المحتفلين بالزواج، تعبيراً عن فرحتهم، بينما يغفلون عن الإزعاج الذي يسببونه للآخرين عند إغلاق الطرق. رقص و«تفحيط» وتنطلق مسيرات الزواج عادة من الفنادق أو الاستراحات، لتبدأ سلسلة سيارات المحتفلين الطويلة بالتوجه إلى قاعات الزواج مدخلين مستخدمي الطريق الآخرين ضمن هذه السلسلة بشكل إجباري، ويصاحبها غالباً «التفحيط»، وإطلاق الرصاص في الهواء، أوالرقص في الطرقات حول سيارة العريس، ويوثق بالتصوير الفوتوغرافي، والفيديو. تعايش إجباري ويعد طريق الملك عبدالله وطريق الأمير سلطان أكثر الطرق الحيوية التي تشهد مسيرات طويلة تمتد مئات الأمتار، ما يحدو ببعض السائقين إلى تغيير مساراتهم، خاصة بعد صلاة العشاء التي تشهد انطلاق المسيرات. ويقول المواطن فهد الشمري «نحن مجبرون على التعايش مع إزعاج مسيرات الزواج، وأرى صعوبة مواجهتها من الجهات المعنية أو السيطرة عليها، وأقترح القضاء عليها عبر بث الوعي بين الشباب بضرورة احترام مستخدمي الطريق، وتنبيههم إلى كون الأمر تعدياً على حقوق الآخرين». إعاقة «الإسعاف» ويذكر محمد العنزي أن أسوأ ما في الأمر، هو إعاقة سيارات الإسعاف عن نقل المرضى إلى المستشفى، أو منع فرق الدفاع المدني من تأدية مهامها، الأمر الذي يترتب عليه خسائر بشرية ومادية، ويشير إلى قرب بعض الشقق والفنادق من مستشفى الملك خالد العام الذي يعد المستشفى الوحيد في المحافظة لتلقي الحالات الإسعافية والطارئة، فهل يستحق التعبير عن الفرحة، إعاقة إنقاذ الأرواح. توعية اجتماعية ويشدد خالد القحطاني على الانعكاسات السلبية للظاهرة، خاصة فيما يتعلق بصغار السن، ممن يرتبط الأمر لديهم بشكل جوهري، مع مناسبات الأفراح، ويطالب بالتوعية الاجتماعية، بدءاً من المنزل، والمدرسة، للحد من إغلاق الطرقات، أو مضايقة مستخدميها، ويتبع الدور التوعوي دوراً تنظيمياً ورقابياً عقابياً لإيقاف أي ظاهرة سلبية تبرز في المجتمع. تفريق التجمعات وأكدت مصادر بمرور حفر الباطن أن جميع حفلات الزواج يتم رصدها، ومعرفة عدد الحفلات في كل ليلة، حتى تباشر أي مسيرة تعيق حركة السير، ولكن تصعب مراقبة جميع المسيرات، فبعضها ذات كثافة محدودة، ولكن يتم التركيز على أي تجمعات كبيرة تسبب أزمة سير حقيقية، ويتم تفريقها، مع ضبط قاطعي الإشارات الضوئية والمفحطين المشاركين فيها، وأكدت المصادر أن أي عمليات إطلاق نار داخل المسيرة تقع ضمن مسؤوليات شرطة حفر الباطن، التي تعمل من خلال الدوريات الأمنية والبحث الجنائي على ضبط مطلقي النار عبر متابعة المسيرة حتى وصولها قاعة الزواج والتفاهم مع القائمين عليها، لحل المشكلة.