وافق أعضاء في مجلس الشيوخ بالكونغرس الأمريكي على مشروع قانون يقضي باعتقال الموقوفين بتهمة الإرهاب داخل الأراضي الأمريكية في سجون عسكرية وليس مدنية كما يريد البيت الأبيض. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن نص هذا المشروع أثار مناقشات في الكونغرس بشأن قانون لتمويل وزارة الدفاع “البنتاغون” ب662 مليار دولار يضم بنوداً تتعلق بسجن ناشطي تنظيم القاعدة الذين يتم توقيفهم على الأراضي الأمريكية في سجون عسكرية وليس مدنية خلافاً لرغبة الرئيس باراك أوباما. ويعتبر هذا القانون جزءاً من صراع طويل بين الرئيس أوباما وبعض أعضاء الكونغرس بشأن مقاضاة المتهمين بشبهة الإرهاب “كمقاتلين أعداء” أمام محاكم عسكرية أم مجرد مدنيين أمام محاكم مدنية. حيث سعت إدارة الرئيس أوباما لمقاضاة المشتبه في صلاتهم بالإرهاب أمام محاكم عسكرية وأخرى تقليدية مدنية، بيد أن أعضاء في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يصرون على محاكمتهم عسكرياً، حتى إن الكونغرس وفي السنوات الأخيرة وضع قيوداً على نقل معتقلين من معسكر غوانتانامو إلى الولاياتالمتحدة لتقديمهم أمام محاكم مدنية. وكان الرئيسان الديمقراطي والجمهوري للجنة الدفاع في مجلس الشيوخ كارل ليفن وجون ماكين قد دعيا إلى تبني هذا النص بسرعة، حيث قال الأخير إن مسألة موقوفي الإرهاب تكتسي أهمية كبرى تتجاوز مسألة الأمن القومي. من جهته، انتقد ليفن ملاحظات البيت الأبيض “غير الصحيحة والمضللة”، معتبراً أن توصيفاً سيئاً لما ينص عليه المشروع يثير الكثير من البلبلة في إشارة إلى موقف البيت الأبيض الذي دان الخميس الماضي مسودة القانون مهدداً بتعطيله. ومن جهة أخرى، جاء في بيان البيت الأبيض أن “أي مشروع يتحدى أو يعرقل السلطة الأساسية للرئيس في جمع معلومات وشل قدرة الإرهابيين على إحداث الضرر وحماية الأمة سيجعل كبار مستشاري الرئيس يوصون بتعطيل القانون”. واعتبر البيت الأبيض “أن توسيع الاعتقال العسكري ليشمل الأفراد داخل الولاياتالمتحدة سيثير قضايا قانونية خطيرة” فضلاً عن كونه يتناقض مع مبدأ عدم تدخل المؤسسة العسكرية في القضايا المدنية. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما، أطلق من قبل وخلال إحدى زياراته الداخلية تحذيرات شديدة في معرض الرد على سؤال حول خطر حصول هجمات مع اقتراب ذكرى أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، أو الرد على هجوم انتقامي متوقع “انتقاما” على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ووصف أوباما أن الخطر المستقبلي الذي يتهدد بلاده ليس هجمات كبرى تقوم بها تنظيمات إرهابية، بل أعمالا فردية على غرار ما حدث في النرويج مؤخراً. وقال إنه يجب عدم التخوف من عملية “إرهابية كبيرة ومنظمة” أكثر من عملية يقوم بها “ذئب متوحد” كما جاء على لسان أوباما في معرض حديثه عن جزار النرويج اليميني المتطرف اندرس بيرينغ، الذي قتل 90 شخصا وجرح العشرات وذلك قبل أيام من الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001. آوباما | أمريكا | الإرهاب | غوانتانامو