الجفوة في بعض جامعاتنا السعودية، بين الكادر التعليمي والإداري، وبين الطلبة من الجنسين، هي نفسها الفجوة بين الكادر التعليمي والإداري، وهي في الحقيقة مؤشر خطير، يلقي بظلاله على العملية التعليمية، وعلى دفع عجلة تقدمها، بمعنى أن جامعاتنا لن تؤدي دورها ما لم يعين فيها أساتذة جامعيون، وكوادر إدارية مؤهلة، ينعكس تأهيلهم وإعدادهم المتميز بشكل إيجابي على جامعاتهم، وعلى طلابهم، ومن ثم يمتد ذلك الانعكاس الإيجابي إلى مجتمعهم، باعتبار أن عضو هيئة التدريس، الأستاذ الجامعي، هو القائد لمنظومة التعليم، لذا فإن طريقة اختياره وإعداده وتنميته مهنياً من أهم متطلبات النهوض بمنظومة التعليم الجامعي، كي يهتم العاملون والأساتذة الجامعيون بنجاح جامعتهم وأساليب تطوير الأداء فيها. أيضاً الطالب، فهو محور العملية التربوية، والكل يجب أن يكون في خدمته، لكي يكون عضواً نافعاً في المجتمع. وفي ظل التحديات الجسام التي نواجهها أصبح النهوض بمنظومة التعليم الجامعي، كماً وكيفاً، ضرورة لن تتحقق بالبرامج أو الكليات المتميزة، في ظل الزيادة المتسارعة في أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي، ما لم نحقق تطلعات هؤلاء الطلاب في تعليم أفضل، يحقق الجودة ومتطلبات سوق العمل، وإذا ما تجاهلنا ذلك، فسيخرِّج لنا أجيالاً غير مؤهلة علمياً، وذلك بسبب ضحالة تأهيلهم العلمي الذي لا يخدم العصر الحالي بكل تحدياته وتطوراته. لذا أرى أن عملية التطوير في التعليم العالي يجب أن تتركز على الآتي: أولاً تغيير ثقافة الأستاذ الجامعي عن الجامعة كمؤسسة تطوير وتحديث وتوسيع المعلومة التي تعلمها الطالب في المراحل التي تسبق الجامعة، وذلك يتحقق بأن يكون التعليم الجامعي للطالب في كيفية تقييمه من حيث الاستناد على محاضرات تواكب تطورات العصر، بحيث نركز فيها على الجوانب النظرية الأساسية، وذلك بتفعيل تدريس الجزء العملي بجانب النظري، بشكل صحيح يتيح للطالب نفسه أن يقوم به. ثانياً: كتابة التقارير المعملية التي تساعد الطالب على التفكير والتحليل ومن ثم الاستنتاج. أيضاً بتبني الطلاب والطالبات المتميزين، لكي نخرج كادراً جامعياً متميزاً يعرف ويقدر معنى البحث العلمي. بذلك سوف ندفع بالدماء الجديدة لأن يكون لها دور في التنمية والتطوير، وذلك لن يتحقق بدون تأهيل شبابنا وبناتنا في الجامعات السعودية. لابد أن يكون هناك علاج شامل يحل جميع مشكلات التعليم، من خلال استراتيجية واضحة المعالم، ولكي يكون العلاج سليماً، يجب أن يكون التشخيص سليماً، يستند على الأسس التربوية العالمية التي تستوجب دراسة أوجه القصور في جميع مكونات المنظومة (المناهج – الطالب – سياق التعلم الأستاذ الجامعي)، والمقصود بذلك كله البنية التحتية اللازمة للتعليم الجامعي، من مدرجات وورش ومعامل ومكتبات وملاعب وحدائق، بذلك نستطيع أن نصل إلى درجة متقدمة في المقاييس العالمية للجودة التعليمية.