يقول الشاعر القديم: فعلمت أن المستحيلات ثلاثة... الغول والعنقاء والخل الوفي ضرب الشاعر المثل قديماً بثلاثة أمور وصفها بأنها من باب المستحيلات، التي لن تتحقق ولن يكون هناك مجال فعلي لوجودها، ولو كان هذا الشاعر في يومنا هذا لأدرك أن المستحيلات توسعت، وزادت، وأصبحت أمراً يدرك الناس صعوبة تحقيقه. المستحيلات في ذاكرة أي مواطن سعودي كثيرة، وسأضع سبعة منها هنا وقد يكون هناك غيرها، فأول مستحيل ألا يكون لدينا عاطل واحد، رغم أننا نملك دخلاً وطنياً يومياً يصل في يوم عادي إلى مليار دولار، ورغم هذا فكل بيت يفتخر بوجود عاطل. ثاني المستحيلات الفقر وهو كالأول ظاهرة أصبح من المستحيل حلها رغم كل المبادرات المكتوبة على الورق، ثالث مستحيلات المواطن أن يقف عن التفكير في جيرانه من الخليجيين ووضعهم المعيشي والاقتصادي، ويقارن نفسه بهم، رغم أن كل الجيران الأشقاء الخليجيين ميزانياتهم الوطنية تعادل ميزانية السعودية. رابع المستحيلات أن يجد المواطن خطوط طيران سعودية تحترمه وتسعى لأن «تعتز بخدمته» شعاراً وتطبيقاً، لا أن ترفع الشعارات، وتنسى تطبيقها، وأن تضع (العميل) على حق دائماً بدلاً من أن ترفع شعار «غصب عليك ما عندك إلا أنا». سادس المستحيلات أن تتعامل معك البنوك بشراكة لا كفريسة يجب صيدها، فالواقع جعل من البنوك أشبه ما تكون بالضباع التي تسعى إلى اقتناص جزء من الفريسة، وكل هذا على حساب المواطن الذي يجد نفسه مديوناً طوال العمر. سابع المستحيلات أن تجد كل سعودي يبتسم وقد منحته الدولة مسكناً يعيش فيه باسمه، وغير مرهون لأي صندوق من الصناديق التي عجزنا عن حفظ أسمائها، رغم أن حق الشراكة بين المواطن والوطن يقتضي من كل طرف أن يقدم ما يحفظ للآخر الأمان والاستقرار. قد يسأل سائل وماهو خامس المستحيلات، الإجابة تكمن في سؤال واحد: أين باقي أموال البترول، ولماذا لم نستفد منها في القضاء على ما سبق من مستحيلات في هذا المقال، أعلم أن الإجابة عند غيري وقد تكون هذه الإجابة هي المستحيل الثامن في حياة المواطن السعودي.