شدد استشاري الصحة النفسية في مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمود رشاد على ضرورة إجراء اختبار الذكاء للأطفال منذ سن مبكرة، معتبراً أهمية الأمر تتساوى مع أهمية حصول الطفل على اللقاحات، مشددا على ضرورة التنسيق بين جهود الجهات الحكومية الثلاث التي تجري هذا القياس، وهي وزارة الصحة، الشؤون الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم. وقال رشاد في دورة ألقاها بعنوان (تطبيق مقياس ويكسلر لذكاء الراشدين) في مجمع الأمل في الدمام، « تبذل كل وزارة جهوداً مشكورة، ولكنها تفتقر إلى توحيد الجهود في سبيل تنظيم العمل، ما يجعل الطفل يضيع بينها»، وأضاف أن المقياس يخدم تصنيف الأطفال لفئات: العباقرة، ومتوسطي الذكاء، والمتخلفين عقليا، موضحا وجود فئة تتعرض لظلم كبير، كون معدل ذكائها أقل من الطبيعي وأعلى من المتخلفين عقليا، بمعنى أنه أعلى من سبعين وأقل من ثمانين فيعتبرهم البعض متخلفين عقليا، في حين أن تشخيص حالتهم مبكرا يفيد وزارة التربية والتعليم كثيرا في وضع برامج تعليم مناسبة لهم، واتخاذ قرار دمجهم ضمن صفوف التعليم النظامي أو الاستعانة بمختصي صعوبات التعلم. وبين الدكتور رشاد أن مثل تلك الحالات، قد لا تتمكن من مواصلة التعليم النظامي كاملا وفي هذه الحالة يجب توفير فرصة لهم للتدريب المهني على أيدي مختصين، وإعدادهم ليكونوا عناصر منتجة في المجتمع، مبينا أنه ليست كل الوظائف بحاجة للأذكياء، قائلا «مسؤولية الكشف المبكر تقع على عاتق الأسرة بالدرجة الأولى، التي يجب أن تلاحظ أي علامات في تأخر النمو، والنطق، والتكيف، والإحساس والإدراك، وتحويل الطفل إلى المختص لفحصه، وإهمالها من بعض الأهالي يؤخر التشخيص حتى سن متقدمة قد تجعل البرامج التأهيلية أقل فاعلية، ونحن في مستشفى الأمل لدينا وحدة الطب النفسي للأطفال، وتوجد بها وحدة للتقييم والقياس، تستقبل الأطفال المحولين من المراكز الصحية، منذ عمر السنتين، حيث تجرى لهم الاختبارات اللازمة للكشف عن مستوى الذكاء وتشخيص كافة الاضطرابات النفسية التي قد يعانونها»، منوها إلى أن المستشفى لا يملك الإمكانات الكافية للتعامل مع جميع الحالات المكتشفة، الأمر الذي سيطرأ عليه تحسن كبير بعد افتتاح مركز متكامل للقياس والتقييم في المستشفى، الذي اكتمل إنشاؤه كمبنى ولكن لا تزال تنقصه الكوادر.