أبشركم أن السعوديين في حبهم للسينما لا يختلفون عن بقية شعوب الأرض. بل إن بعض مهرجانات السينما العربية تبشر أن المبدعين السينمائيين الشباب في السعودية هم من أبرز نجوم صناعة السينما الصاعدة في المنطقة. أمس نشرت «الشرق» -نقلاً عن «ذا ناشونال» الإماراتية- أن ربع مليون سعودي يزورون دور السينما في الإمارات سنوياً. ومن مشاهداتي، أظن أن الرقم يفوق ربع المليون كثيراً. ففي مواسم زيارات السعوديين للإمارات ترى حضوراً سعودياً كاسحاً في دور السينما. ولم أشاهد منظراً مخلاً بالأدب في صفوف السعوديين الزائرين لدور السينما. والإجراءات الأمنية الصارمة لن تسمح أصلاً بمضايقة العوائل لا في السينما ولا خارجها. أما الخوف من محتوى الأفلام على عقول الناس كما يعلل بعض ممارسي الوصاية على عقول الناس فما الفرق بين ما يعرض في السينما وما يعرض على شاشات التلفزيون في البيوت وغرف النوم؟ بل إن أغلب الأفلام التي تعرض في دور السينما تبث لاحقاً عبر شاشات التلفزيون. في البحرين أيضاً رأيت طوابير السعوديين أمام دور السينما. ولو قدر لدور السينما أن تفتح أبوابها في المدن السعودية لرأينا الآلاف المؤلفة من العوائل السعودية تذهب لمشاهدة أحدث الأفلام وأشهرها. أعرف أنه سيقفز من يسأل: من أنت حتى تفرض على الناس زيارة السينما؟ وأجيب: والله العلي العظيم أنني لا أفرض على أحد أن يزور السينما ولا أملك صلاحية أو سلطة أفرض بها مشاهدة الأفلام في البيوت أو في دور السينما. و إني لأسأل ذات السؤال: من أنت حتى تمارس الوصاية على عقول الناس؟ إن كنت لا تجيز السينما لنفسك أو لأهلك فلك كامل الحق أن تقاطع دور السينما ولا حتى تمر من حولها. من سيفرض عليك أن تشاهد الأفلام في بيتك أو في السينما؟ ولكن من منحك حق التدخل في قناعات مئات الآلاف من أبناء مجتمعك ممن ينتظرون بفارغ الصبر أن تفتح أبواب السينما في مدنهم؟ عش قناعاتك ودع الآخرين يعيشون قناعاتهم!