لقي مقيم من الجنسية اليمنية منتحرا ًفي مزرعة من مزارع محافظة وادي الدواسر، وعند وصول فريق الشرق إلى موقع المزرعة التي انتحر فيها، وجدنا الحبل والشماغ الذي استخدمه للإنتحار والتقطنا بعض الصور. المنتحر اسمه الخضر صالح خرصان العمر حوالي 23 سنة مقيم، وعند مقابلة كفيله السعودي أبو مسفر سألناه عن وضع اليمني قبل انتحاره قال: “تناولنا العشاء أنا والمتوفى ووايل قريبه ليلة انتحاره وكان وضعه مستقر وطبيعي، وهو يعمل معي منذ أربع سنوات ولم أشاهد عليه إلا كل خير وأمانة وأخلاق وحتى أنني أمنته على مزرعتي، ولا يوجد أي خلاف بينه وبين العاملين معه بل إنه محبوب من قبل الجميع”، مضيفاً “أنه يخشى أن يكون سبب انتحاره مضايقة من الجن، فربما كب أو رمى شيء حار على الأرض دون تسمية”. الشرق قابلت وايل المقرحي أحد أقارباءه ومتواجد معه منذ خمسة أيام وكان متواجداً وقت وقوع الحادثة، حيث قال:” أننا ليلة انتحاره أعددنا وجبة العشاء للسعودي الذي نعمل معه، وبعد انتهاءنا من العشاء قام الخضر وفرش فراشه ونزل ثوبه بجواره ونام على فراشه،، وأنا أتجهت إلى فراشي القريب منه ويبعد عنه حوالي عشرة أمتار. وفي الصباح الساعة حوالي 5:30 صباحاً أتى السعودي وأنا نائم وأيقظني من النوم وقال لي ” وش في رفيقك شانق نفسه ” ، وقمت في حالة هلع واتجهت له بسرعة أنا والسعودي وإذا به شانق نفسه في المطبخ. وبعدها وصل الكفيل إلى الموقع ثم اتجه إلى الجهات الأمنية لتبليغهم بما حصل الذين تأخرو ولم يصلوا إلى الموقع بسرعة. وأتصلت على أقاربي المتواجدين في أبها وأخبرتهم بما حصل واتجهوا إلي بشكل سريع، ثم أتت الجهات الأمنية الساعة 9 صباحاً وبعدها تم أخذ صورُ الجثة ثم حملوها إلى المستشفى وهو الأن بثلاجة الموتى بمستشفى المحافظة”. وبين وايل أنهم لم يجد أي شيء في جيوب الخضر تدل على سبب إنتحاره، مضيفاً أنه من الغريب أن مفتاح السياره الذي مع المنتحر موجود على باب السيارة، وأن ثوبه عليه وهو مشنوق. وأضاف أن لا أحد من أهل المنتحر موجود في السعودية وأن أبوه وأخيه وأبن عمه وعدد من أقاربه في المنفذ السعودي من أمس منتظرين تصريح الدخول. وقال وايل المقرحي أن والدي توفي وأنا صغير، ولا أعد الخضر إلا كالأب والأخ والصديق وأنني حزين عليه أشد الحزن لإنتحاره.” وعند وصول فريق الشرق للمحطة القريبة من المزرعة التي يعمل بها الخضر، سألنا بعضاً من العاملين فيها عنه، حيث قال لنا خالد الشاجري أن المتوفي رحمة الله عليه ذو أخلاق عاليه وصدق وكان متواصل معنا بشكل شبه يومي ولا نذكره إلا بكل خير. وأضاف يزيد الحداد أن المتوفى رحمه الله رجل طيب وشخصية محبوبة لدى الجميع بالمحطة وأن طريقة وفاته هي التي أفجعتنا وليس الموت وأن الموت ساير على جميع الناس. وصلي على المتوفى في جامع عايض العريمة أمس الثلاثاء بالوادي، وصلى عليه عدد من المواطنين والمقيمين يتجاوز عددهم 300 شخص، وكان أخيه متأثر جداً حتى أنه لم يتمكن من الوقوف مع الواقفين في العزاء المؤقت عند بوابة المقبرة. وكان والده وأخيه وعدد من أقاربه قد سمح لهم بالدخول يوم الإثنين بعد إنتظارهم في المنفذ من يوم السبت، وسوف يقام العزاء في الإستراحة المستأجرة لهم خلف المستشفى العام . مسفر القحطاني | وادي الدواسر