أن تقوم إسرائيل بجبي الضرائب من الفلسطينيين، ومحاولة ابتزاز السلطة الوطنية الفلسطينية، شيء مفهوم بحكم أنّ إسرائيل تمتلك العديد من الصفات والمقوِّمات التي لا تجتمع بدولة أخرى على وجه الأرض ولا بالكواكب الأخرى السيارة أو الواقفة، أسرد منها عشر صفات من مئات خبرها وقالها وتعايش معها الشعب الفلسطيني حتى يأتيه أمر الله وفرجه القريب، فهي دولة عدوة ، محتلة، مستوطنة، إرهابية، دموية، فاشية، عنصرية، مستهترة، سارقة مارقة، فاسدة، قاتلة. وأن تقوم سلطة وحكومة حماس في غزة بجبي الضرائب وفواتير الكهرباء من الغزيين، لتصرفها على ميليشياتها المنتشرة والمتمترسة في شوارع غزة، لإخافة سكانها وشيبها وشبابها وأطفالها ونسائها، هي أعمال شائنة غير مفهومة، بحكم أن حركة حماس تعتبر حركة لا مثيل لها بين الحركات التحرُّرية أو العميلة أو المهرّبة، فهي دائماً ضد إرادة ومصلحة الشعب الفلسطيني العليا، وتتحكم بإرادة وحياة سكان غزة حتى يأتي أمر الله وفرجه القريب، وتبني مجدها على جماجم من تدَّعي تمثيلها لهم، فهي لها مجموعة من القرائن والصفات أذكر منها عشرة خبرها وتعايش معها الشعب الفلسطيني، المتمرِّدة، المقتنصة للفرص، الباحثة عن المتاعب، اللاهية، المستهترة، الجامعة للمال والخيرات، عدوة فتح وصديقة إسرائيل، الفاتكة والمكمِّمَة للأفواه، المانعة المقاومةَ وساجنة المقاومين، المحلِّلة المحرِّمة. فالمال المحَصَّل من الضرائب التي تجبيها حكومة حماس، كان الأجدر بها أن تصرفه لترقيع شوارع غزة المحفَّرة، والتي تنتشر عليها المطبَّات والحُفَر المائية الآسنة القذرة الناقلة للأمراض، وأن تعمل مطبَّات على الشوارع حتى لا تدهس سيارات ميليشيات حماس المسرعة والمستهترة بحياة المواطنين الغزيين أطفال غزة الذين لا ملاعب ولا حدائق لهم يلهون فيها إلا شوارع غزة وأزقتها، فكل الساحات العامة والأراضي العامة وخاصة المغتصبات استملكتها حكومة وميليشيات حماس، ووزَّعتها على كوادرها وأنصارها لضمان التفافهم حولها، أو باعتها للمليونيرات الجدُّد بدراهم بخس معدودات، ليبنوا عليها «المولات» والأسواق التجارية ومدن الألعاب السياحية التي يقف أطفال غزة الفقراء المحرومين عند أسجيتها يتفرَّجون على أطفال قادة حماس وأنصارهم الأغنياء وهم يلهون ويلعبون ويتمتَّعون. وما يثير الشعب الفلسطيني داخل وخارج الوطن أنّ حماس ما زالت تصرُّ على الحنث العظيم بحق حركة فتح، فحماس تعرف أن الشرعية في رام الله، كما تصرُّ على أخذ المستحقَّات المالية من إسرائيل المحتلّة، رغم أنفها، من أجل تسيير حياة الفلسطينيين، هي تصرُّ على حماس صرف المستحقَّات المالية على وجوهها المكلَّفة بها وقبلت بها، بوصفها شريكاً بإدارة السلطة الوطنية الفلسطينية في منطقة القطاع وإن بحكم الأمر الواقع غير الشرعي، ومن ضمن هذه المهام توفير الكهرباء لسكان غزة دون تمييز، إلا أنّ حماس التي تقف حائلاً وبقوةٍ أمام إنارة غزة وأمام توصيلها لمنازل القطاع دون انقطاع، تعرف تماماً أنها بحال أُنيرت غزة انطفأت شمعتُها وللأبد، فهي منذ خُلِقَت لا تقوم ولا تتقدَّم إلا على حساب معاناة الآخرين، وهي كربيبتها الأم، خير من استغلتا مشاكل وحاجات الناس لمراميهما، فالغاية عند الأم والابنة تبرِّرُ الوسيلة، ودائما بالتُّقية وعلى حساب التقوى، وكيف لا والأم باتت بطلة الربيع العربي الخرف بلا منازع!