أجْمِل بالعلم يصونه رعاةٌ كرماء، عرفوا له قدره، وحسبوا له حسابه، فمنحوه من اهتماماتهم أجلها، وأوقاتهم أثمنها، ومما استرعاهم الله عليه من مقدراتٍ أغلاها وأكرمها، ذاك ما وجدته المعرفة في ظل حكومة المملكة العربية السعودية من لدن مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه -، فجاءت الثمار يانعة طيبة، يشعر بلذتها القاصي والداني، حتى تقلدت المملكة في هذه العصور الذهبية مكانة مرموقة بين أمم الأرض وشعوبها . وتحظى المنطقة الشرقية بأميرٍ شغوف بالعلم وأهله، يشجعه على كل مستوياته، ويدعمه بيدٍ سخية، حتى غدت جائزته للتفوق العلمي محل التبجيل والتقدير من كل المهتمين بالمعارف والعلوم ورائدة في مجالها العظيم، ذاك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد آل سعود وفقه الله تعالى لكل خير وبر. ولكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء أن تدوّن بكل فخرٍ واعتزاز الاهتمام البالغ الذي تجده من سمو محافظ الأحساء الأمير : بدر بن محمد بن جلوي حفظه الله على رعايته الأبوية لمسيرة الكلية العلمية ودعمه المتواصل لطموحاتها وآمالها. وهاهي ذي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء الفرع المبارك لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تقدم للمجتمع كوكبة جديدة من أبنائه وبناته؛ ليشاركوا في بنائه ونهضته؛ حيث تحتفل الكلية بتخريج الدفعتين : السابعة والعشرين، والثامنة والعشرين، للأعوام الجامعية ( 1431 1432ه ) (1432 1433ه)، ليكونوا في تخريجهم سواعد مخلصة لربها ثم لدينها ولوطنها بإذن الله تعالى، منحتهم العلم؛ ليمنحوا هذه الأرض المباركة العطاء المتميز، والعمل الجاد المثمر. وتأتي هذه الدفعات لتمثّل ثمرة كريمة لأقسام علمية خمسة تضمها هذه الكلية المعطاءة : قسم الشريعة، وقسم أصول الدين، وقسم اللغة العربية، وقسم الجغرافيا، وقسم الإدارة. وقد اجتهدت الكلية منذ إنشائها عام 1401ه لتحقيق أسمى الغايات العلمية والتربوية التي من أهمها: بذل التعليم الجامعي لطلابه بكل الوسائل العلمية المتاحة، بناء الجيل بناءً علميًا يقوم على البحث العلمي الرصين، تخريج العلماء المتخصصين في العلوم الشرعية الذين يخدمون بشكل مباشر أمتهم ووطنهم في سلك القضاء والتعليم، إعداد الكوادر الأمينة على مقدرات الوطن، والحريصة على وحدة كيانه وترابط أواصره بمنهج الوسطية الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، متابعة ما تحتاج إليه نهضة البلاد من علوم معاصرة تلبي حاجته وتصله بالحضارات الأخرى في المنظومة العلمية العالمية، رفع مستوى الكفاءة العلمية والمهارات الوظيفية بفتح مجال التطوير لمنسوبي الكلية بإقامة الدورات التدريبية واللقاءات الفكرية المكثفة. وإني في هذه المناسبة الكريمة أتقدم بخالص التهنئة لإخواني الخريجين والمتخرجات في مختلف التخصصات، فكم سعدنا بهم طلابًا، واليوم نسعد بهم زملاء ومشاركين معنا في خدمة هذا الدين العظيم، والوفاء لهذا الوطن الغالي، وإني لأذكرهم بنعمة الله عليهم بالنجاح والسداد، فإن عليهم زكاتها بالإخلاص والجد والمثابرة في العمل، ومراقبة الله تعالى فيما يوليهم من مسؤوليات وأعمال، وأن يكونوا الصورة المشرقة التي تشرفنا وتبهجنا، وأن يكملوا مسيرة العلم، فإن ما حصّلوه ما هو إلا قطرة من بحر العلم الذي لا ساحل له، وإن عليهم أن يكونوا زينة في أخلاقهم وسلوكهم مع كل من تربطه بهم علاقة أو صلة، فإن العلم ثمرته العمل، والتوفيق حليف الصادقين المخلصين. ودعوةٌ صادقة بالتوفيق والتأييد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود حفظهم الله ورعاهم، وحكومتنا الرشيدة على ما تبذله من كريم الرعاية، وسخاء البذل للعلم وأهله وطلابه . ويسعدني أن أزجي جميل الشكر ووافر الامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد آل سعود أمير المنطقة الشرقية على رعايته الكريمة لتخريج أبنائه وعنايته الدائمة بهذه الكلية وتطورها. والشكر موصول لسمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء على اهتمامه المتواصل بنهضة الكلية وطموحاتها. ولمعالي وزير التعليم العالي د. خالد بن محمد العنقري، ولمدير الجامعة معالي د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل ووكلاء الجامعة والعاملين فيها الشكر والتقدير على المتابعة المستمرة لغراس الخير والنماء في هذه الكلية الموفقة. كما أشكر وكلاء كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ورؤساء الأقسام العلمية وأعضاء هيئة التدريس والإداريين على جهودهم الرائعة لخدمة الكلية والرقي بها إلى أعلى الدرجات والمستويات ».