كي تتمكّن من قراءة هذا المقال: (اضغط نجمة، حُك رأسك شويّة، اترك مسافة، ارفع رجلك الشمال، اكتب رقم جوّالك، تأكَّد من الوضع الصحيح لأنفك، ثم اضغط إرسال). خلّي بالك.. ألمح الشيخ صالح كامل في حواره أمس مع (الشرق)، أنّ جمعية حماية المستهلك (مُش نافعة)، وتساءل: كيف تريد منّا أن نصرف عليها لتراقبنا؟! الجمعية تطالب بما نسبته %10 من ريع التجّار لتضرب عليهم طوقْ الرقابة و(الحمامة) من أجل عُيون المستهلكين، وفي هذا خَضَلٌ وحَشَفٌ وخَلْطٌ في الاختصاص والذمّة، فماذا لو زادت النسبة أو نقصت؟! ما علينا.. جمعيات حماية المستهلك في العالم العربي تنشط في البر والبحر والجو، لكنها تضرب صفحاً عن قطاع الاتصالات التي تحتلُّ حصيلتها المرتبة الثانية أو الثالثة وربما الأولى في الدخل القومي لبعض الدول الثرثارة، فهل سمعتم بضبطها لحالة تسلل (فواتيري) لجيب أحد المشتركين المنكودين من ضحايا الاستهبال الاتصالي؟! تُراود بعض شركات الاتصال شهوتك لخدمة التجوال الدولي بعروض من شاكلة: (عزيزي المشترك، سنأمر لك بجارية وغلامين وحمل ألف بعير من البطاقات). ولو عدت سالماً من سفرك ووجدت الطريق لبيتك مسدوداً بأكوام الفواتير ثمناً لثرثرتك، لأن الخدمة التي أغروك بها (زي المنشار، طالع ياكل ونازل ياكل)، عليك أن تخضع لعقد الإذعان الذي وقّعته مع الشركة وأنت في نشوة من رقمك. ستطلب منك الشركة يا صاح، أن تسدد الفواتير أولاً ثم تنظر في نكبتك، وقد تطلب منك قبل السداد أن: (اعتزل زوجتك، ادفع إيجار سنة لصاحب شقتك، شيل البروستاتا، ثق في قناة الجزيرة، اعمل نجمة، اضغط إرسال)! خلي بالك.. تعقيبات القراء سيتم تسجيلها لغرض الجودة.