* الكتاب: اتجاهات النخب السعودية * المؤلف: الدكتور مشاري عبدالرحمن النعيم * الناشر: دار الانتشار العربي – بيروت صدر حديثاً عن دار الانتشار العربي كتاب «اتجاهات النخب السعودية نحو التحديث السياسي في المملكة العربية السعودية (2001 2011)»، للدكتور مشاري بن عبدالرحمن النعيم، أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة الملك سعود. ويرصد النعيم في كتابه مواقف ورؤى النخب الثقافية السعودية، والتي تتكون كما يحددها من الحداثيين والسلفيين التقليديين والصحويين والجهاديين والإسلاميين المعتدلين، حول قضية التحديث السياسي في المملكة. وينطلق الكاتب من فكرة رئيسة هي أن المجتمع السعودي دخل عصر الحداثة بعيد ظهور النفط فيه، وهذا ما جعله يمر بتغييرات عميقة نقلته من مجتمع تقليدي بسيط يسيطر على توجيه ثقافته المجتمعية متدينون تقليديون، إلى «مجتمع وطني ذي بنية طبقية ظاهرة»، ويموج بقاعدة نخبوية ثقافية متنوعة المشارب والمنطلقات ترنو للمشاركة في توجيه المجتمع السعودي. ومن هنا يرى الكاتب أن معركة الحداثة انطلقت، وانبرى كل تيار لاستخدام أدواته الإعلامية لطرح رؤاه للمجتمع، فمثلاً التيار الديني نجح في استخدام المساجد والأشرطة والكتيبات، وكذلك في المناهج التعليمية الدينية. أما التيار الليبرالي فكان مكانه الأبرز في الصحافة المكتوبة والنوادي الأدبية ومؤسسات التعليم العالي. لكن الكاتب يؤكد أنه في فترة العشر سنوات الأخيرة كانت الصحافة السعودية هي ساحة السجال الأبرز لعرض الرأي والرأي الآخر لكل تيار ونخبة ثقافية سعودية. ولهذا استند الباحث في كتابه على مجموعة كبيرة من المقالات المميزة والجريئة التي نشرت في تلك الفترة، وتعكس وجهة نظر كل التيارات ومواقفها من قضايا الحداثة. وفي نهاية الكتاب، يشدد النعيم على أن التحديات الجسيمة التي يواجهها المجتمع السعودي على الجوانب كافة تتطلب التعجيل بالسماح للمشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي. ويذهب أبعد من ذلك، ليخلص إلى أن الاستقرار السياسي يستلزم إقرار سياسيات تتناسب وروح العصر، مثل جعل مجلس شوري منتخب.