صدر عن الدار العربية للعلوم والنشر، كتاب «ساحات 2011.. أخيراً الشعب يريد» لحمود أبو طالب. والكتاب هو مجموعة مقالات نشر بعضها في الصحف المحلية، وترصد مجريات الساحات العربية ابتداء من الثورة التونسية. ويقول أبو طالب عن كتابه ل»الشرق»: حقيقة، لم يكن أحد يتوقع أن يمشي السيناريو بهذا الشكل، لكن عندما انتقلت الرياح من تونس إلى مصر، وإلى بقية الدول، فرضت نفسها على أي كاتب، فكانت هناك محاولة رصد مستمر لما يجري في هذه الساحات جميعها، وكانت حصيلة لا بأس بها من المقالات، ومعظمها لم ينشر لاعتبارات لا تخفى عليكم». ويضيف «عندما بدأت فكرة الكتابة تختمر في ذهني، بالإضافة إلى الرصد، كانت هناك محاولة لتحليل الأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية التي دعت هذه الشعوب أن تثور على هذه الأنظمة، وتحديداً لماذا الشباب، ولماذا هي ظاهرة شبابية بامتياز، وليست تقليدية، مثلما نعرف عن الثورات التي حدثت في كثير من دول العالم». ويتضمن الكتاب إضافة إلى الأسباب محاولة لاستشفاف المستقبل العربي من وراء هذه الثورات، والمطالبات بتغيير الأنظمة. وطالب أبو طالب الدول العربية أن تستفيد كثيراً من هذه التجربة، فالمواطنون في مصر على سبيل المثال كانوا يطالبون منذ زمن طويل، وكان شعارهم «الشعب يريد إصلاح النظام»، وعندما لم يتحقق الإصلاح تحول الشعار إلى «الشعب يريد إسقاط النظام». ويعد أبو طالب مطالب الإصلاح مشروعة وموضوعية ومنطقية، ويرى أنها لاتزال قابلة للتحقيق. ويرصد الكتاب حتى أكتوبر 2011 فترة ما قبل الانتخابات والحكومات الجديدة، ويفكر أبو طالب اليوم في متابعة «ماذا بعد الربيع العربي، وما هي نتائجه». ويقول إن الفكرة تراوده. ويضيف «ربما أتهور وأفعلها مرة أخرى، وأصدر كتاباً جديداً». ويرى أبو طالب أنه بالرغم من كل وجهات النظر القائمة حول الثورات العربية، وحول وجود تيارات معينة، أصبحت الشعوب تقترع بحرية كاملة ونزاهة، وتمارس ديمقراطية كانت تفتقدها تماماً. ويعتقد أن التجربة ستقيم نفسها، وستنضج وتتبلور وتسير حتماً للأفضل. مضيفاً «الشعوب التي كانت قادرة على إسقاط الأنظمة السابقة، وستكون بالتأكيد قادرة على إسقاط أي شكل من أشكال النظام المخالف للشعوب، الذي لا يفي بتعهداته للشعوب». ويقول أبو طالب «كثيرون يقولون لي أنت متفائل أكثر من اللازم، ولكن ما زلت أحتفظ بتفاؤلي هذا، لأن الشعوب كانت مغيبة عن الممارسة الديمقراطية، وهذا أشبه ما يكون لديك بطفل مولود لا تتوقع منه أن يمشي ويحبو، بل يمشي ويتعثر، لكنه في يوم من الأيام سيمشي على قدميه». ويجزم أبو طالب أن الشعوب العربية لن تعود إلى الوراء، فحتمية التاريخ ومنطقه يقولان لا شيء يعود إلى الوراء، فحاجز الخوف سقط بين الشعوب وبين الأنظمة، وطالما سقط فبالتالي لن يعيق هذه الشعوب أي شيء، وستمضي للأمام بكل تأكيد.