إذا كانت شركة خطوط طيران الإمارات تقول إن رخصة «الناقل الجوي» في السعودية التي أعلنت عنها هيئة الطيران المدني غير مشجعة، فقل على خدمات الطيران المحلي في السعودية السلام. وسنعود على خطوط طيران محلية متواضعة أشبه بخط البلدة ثم تفلس ثم هكذا دواليك. لا سبيل لنهوض الخطوط السعودية المتهالكة إلا منافس قوي مثل طيران الإمارات يحمل عنها الحمل من جهة ومن جهة أخرى المنافسة القوية تعلِّم الابتكار والاجتهاد في الخدمة معاً. ما بالنا في المملكة هيئة الاستثمارات العامة تجلب لنا تجارالشاورما والسباكة وهيئة الطيران المدني تجلب الخطوط الرديئة! ما الذي يحدث بالضبط؟ إدارة مطار الملك فهد الدولي بالدمام كل مرة وأخرى تفاخرأنها استقطبت الخطوط الإثيوبية واليمنية وأخرى من الخطوط المتردية والنطيحة، ألا يسمعون بالبريتش والسنغافورية والتركية...؟ الاستثمار في خطوط الطيران مجال مكلف جداً وصعب وخطر وأرباحه ضئيلة مقارنةً بأي نشاط آخر، أن تجد ناقلاً جوياً متمكناً مثل طيران الإمارات قادرا على انتشال سوق الطيران المحلي في السعودية بحالته المزرية هي فرصة لا تتكرر مرتين، مصير الخطوط الأمريكية الشهيرة سابقاً مثل بان آم وتي دبليو إي هو الإفلاس، جميع خطوط الطيران في العالم حينما تهرم يصعب إنقاذها. أتمنَّى أن يُعاد النظر في الشروط التعجيزية التي منحت للناقلين الجويين داخل المملكة وتُعاد بطريقة مغرية لا منفِّرة لناقلين جادين يرحموننا من التوسُّل للقاصي والداني من أجل رحلة خطوط داخلية لا مناص من ركوبها.