عندما قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع: «طموحنا عنان السماء»، وذلك في معرض حديثه عن مشروع رؤية السعودية 2030، فإنه كان يعني ما يقول بالتأكيد، لكن التفسير العملي -على الأقل في هذه المرحلة- تمثل في الرغبة الجامحة في الدخول إلى عالم الفضاء، والتقنيات العالمية الأخرى التي تصنف على أنها الجيل الجديد من «كل شيء».. من رحلات الفضاء إلى «الهايبر لوب»، وهو يفسر توقيعه الشهير «فوق هام السحب». زيارة سمو ولي العهد إلى فيرجن قالاكتيك، وميناء موهافي للطيران والفضاء في كالفورنيا، تعكس الاهتمام الذي يبديه تجاه هذه المشاريع الطموحة، وتؤكد العزم نحو تنفيذها على أرض الواقع، خاصة في ظل الشراكة الحقيقية مع الشركة التي بدأها صندوق الاستثمارات العامة قبل أشهر عدة للدخول في استثمارات تتعلق بمجالات رحلات الفضاء، والأقمار الصناعية، وأنظمة النقل فائقة السرعة، مثل «الهايبر لوب»، وتخصيص أكثر من مليار دولار لهذا الغرض للاستثمار في الشركة، والاستعداد إلى رفع المبلغ بأكثر من 480 مليون دولار مستقبلاً. ومن المعلوم أن «الهايبر لوب» هو تقنية النقل عالي السرعة، الذي يصل بين المدن والدول خلال فترات قصيرة؛ إذ يقدر الوقت الذي يقطعه بين جدة والرياض – في حال تحقيق ذلك – إلى نحو ساعة واحد. وتأتي هذه الخطوة الطموحة لتحقيق رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على النفط كمورد أساسي، من خلال تنويع سلة الاستثمارات، ودعم توطين نقل التقنية واقتصاد المعرفة، والدخول بقوة في عالم التكنولوجيا بأشكالها كافة من خلال شراكات ضخمة مع كبرى الشركات والمؤسسات في العالم. واشتهرت فيرجن قالاكتيك بخطط غزو الفضاء الخارجي، وعملها المستمر لجعل تسيير رحلات في هذا المجال أمرًا واقعًا، وهو ما يعرف بالرحلات السياحة الفضائية. ومن المعلوم أن الشركة قد حصلت على ترخيص لمركبة فضائية من السلطات الأمريكية تخولها لتنفيذ رحلات تجارية نحو الفضاء مستقبلاً، كما سمحت السلطات لها بإنشاء ميناء موهافي للطيران والفضاء في صحراء كاليفورنيا، وهو الموقع الذي يستخدم حاليًا لإجراء التجارب على الرحلات نحو الفضاء. ويتوق ريتشارد برانسون رئيس مجلس إدارة الشركة لتحقيق حلمه، وذلك بوجوده في صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الشريك الحقيقي. وقد نُقل عنه عند توقيع الاتفاقية أن ذلك سيمكّن الشركة من تطوير الجيل القادم من رحلات الفضاء البشرية، وإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية الاقتصادية، وتسريع برنامج السفر عبر الفضاء.