تعتبر التهابات العين المناعية من الأمراض الشائعة والمتنوعة والتي تحتاج عادة إلى أدوية قوية مضادة للإلتهاب. إذ تعتبر قطرات الكورتيزون حجر الأساس لعلاج مثل تلك الأمراض. بالرغم من الفاعلية الشديدة لقطرات الكورتيزون إلا أنه كثيراً ما يصاحب استخدامها أعراض جانبية شديدة الخطورة مثل ارتفاع ضغط العين ونشوء مياه بيضاء بالإضافة إلى زيادة احتمالات الاصابة بعدوى العين، بناءاً على ذلك فإن هناك حاجة ملحة لاستخدام بدائل للكورتيزون تكون فعالة وفي نفس الوقت لا تسبب أعراضاً جانبية خطيرة قد تؤذي العين. والتاكروليموس هو أحد هذه الأدوية المكتشفة حديثاً نسبياً وقد تم انتاجه بواسطة نوع من أنواع البكتيريا في اليابان تم إجراء العديد من الابحاث الطبية التي تناولت استخدامات التاكروليموس المتعددة في علاج التهابات الجسم العامة ومن أشهرها تثبيط المناعة بعد عمليات زراعة الكلى والكبد ، كما تم استخدامه بنجاح في علاج التهابات الجلد التحسسية بناء على نجاح عقار التاكروليموس في علاج التهابات الجسم المختلفة فقام علماء وأطباء العيون بدراسة استخدامات دواء التاكروليموس كبديل فعال لقطرات الكورتيزون، وأثبتت معظم الدراسات فعالية قطرة التاكروليموس وأمانها النسبي في علاج الكثير من أمراض العين التي كانت تعالج سابقاً بالكورتيزون. ومن أشهر تلك الأمراض التي يتم فيها استخدام قطرة التاكروليموس الان بشكل موسع هو حساسية العين أو الرمد الربيعي وهذه الحالات عادة ما يحتاج فيها المريض إلى العلاج لفترات طويلة وبالتالي فإن استخدام الكورتيزون في هذه الحالات قد ينتج عنه الكثير من المضاعفات وبالتالي فإن قطرة التاكروليموس تعد من الحلول الطبية الممتازة في هذه الحالات ولم يثبت من الابحاث العلمية التي أجريت على قطرة التاكروليموس أنها تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين أو نشوء مياه بيضاء ولكن قد ينتج عن استخدامها شعور بالحرارة أو تهيج بالعين لدى بعض المرضى ولكنه عادة ما يكون مؤقتاً ولا يستمر لفترات طويلة ولا يجبر المريض على التوقف عن استخدام الدواء. جدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة وبناء على نجاح قطرة التاكروليموس في السيطرة على حساسية العين ، تم التوسع في استخدام هذا الدواء في علاج الكثير من التهابات العين السطحية الناتجة عن اعتلال المناعة ومما لا شك فيه أن دواء التاكروليموس من الأدوية الواعدة التي من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في المستقبل القريب في علاج التهابات العين ولكن نحن بحاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية القوية لكي تقوم بدقة بتحديد التركيز المثالي والجرعات المناسبة لكل مرض ، بالقطع لا يوجد دواء بدون أثار جانبية، لذلك يجب دوماً عدم استخدام التاكروليموس إلا تحت اشراف طبي كامل لأن الطبيب هو المختص والأكثر دراية بالاعراض الجانبية الممكن حدوثها.