حمّل أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الخطباء وأئمة المساجد مسؤولية إيضاح المعاني السامية للدين الإسلامي، وأنه دين بناء وتنمية وحضارة صالح لكل زمان ومكان. وأضاف أن الربيع العربي فاجأ العالم بنجاح الأحزاب الإسلامية في الدول العربية، لكن أكد تزايد الضغط على تلك الأحزاب لقبول فصل الدين عن الدولة في الدستور العربي الإسلامي، بل وأصبح من شروط القبول والتعاون والإعانة الدولية. واعتبر سموه، في تدشينه لورشة «دور المسجد والمنبر في تنمية الإنسان» أمس، الخطباء شركاء في التنمية. وقال سنصل إلى العالم الأول بكتاب الله وسنة نبيه. موضحا أن المملكة تتميز بأمور عديدة، أولها أن البلاد يحكمها كتاب الله وسنة نبيه، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي دستورها القرآن ومنهجها سنة سيد الخلق. وبيَّن أن هذه البلاد التي أسست على النظام الإسلامي، الذي يتعرض لهجوم في الفترة الأخيرة لفصل الدين عن الدولة. وقال لعلكم تلاحظون الهجوم الذي تتعرض له المملكة ونظامها وحكومتها وشعبها وقيمها وعاداتها وتقاليدها، لأنها تمثل البلد الوحيد الذي يطبق شرع الله على عباده. موضحاً أن العولمة الآن غربية بعدما كانت إسلامية. وقال للأسف اقتنع عدد من المسلمين والعرب بأن التمسك بالدين لا يوصلنا إلى العالم الأول ولا للعالمية ولا للتقدم، وأن الطريق الوحيد هو أن نثبت للعالم أجمع أن الإسلام دين حضارة ورقي وتقدم وعلم. وفسر الأمير التنمية قائلاً هي أن نبين القيم الحقيقية للإسلام، وأن الجهاد ليس بتفجير الجسد ودمار الشوارع والمباني، الجهاد يبدأ من النفس، متسائلا كيف نثبت للعالم أننا على حق وهناك من يتستر على المهربين وعلى مروجي المخدرات وعلى الذين يسطون على الأراضي وعلى أملاك الدولة وأملاك الناس، كيف لا ننتظم في الخطوط ونحترم إشارات المرور؟ وتساءل كيف نرضى بوجود أحياء عشوائية بجوار الكعبة، وفي مكة لوحدها أكثر من ستين حي عشوائي، وفي جدة أكثر من خمسين، وكيف نقبل أن تقصر الإدارات الحكومية في عملها وهم مسلمون، كيف يغش التجار في عملهم، كيف نخالف النظام والله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون كله على نظام؟ من جهته، أوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ أن الوزارة اعتنت بالخطباء، ونفذت عديداً من الدورات، وكان آخرها بعنوان «فقه الانتماء والمواطن»، وأكد أن الخطباء إما يغلبون العاطفة على العقل، أو العقل على العاطفة، وهذا لا يمكن أن ينتج شراكة لبناء الإنسان، إذا لا يمكن أن يبنى الإنسان بأحدهما دون الآخر.