يبدو أن خفافيش الإرهاب وزنادقة الفتن والخراب الذين لطالما اُلجموا بالخيبة ودحروا بالذل من قبل المملكة حكومة وشعبا لم يجدوا بدا من التحايل المفضوح والتذاكي الساذج، فتفتقت عقولهم الخربة وأوهامهم المجحضة بتوسل أسلوب غبي يشبه غباء أزلامهم وتفاهة مرديهم فزوغوا مسمى (الثورات) أو ما يعرف بالربيع العربي بمساحيق سمجة فسموه (حراكا) فضربوا موعدا يوم الجمعة 15 سبتمبر ليكون حراكا شعبيا في السعودية، معتقدين أنهم يستطيعون بهذه التسمية أو لنقل (النسخة المنقحة) ذر الرماد واستمالة الشعب السعودي للانقياد لإفكهم، ناسين أو ربما غافلين بأن الشعب السعودي أكثر تفهما وإدراكا بما يحظى به من أمن وينعم بالاستقرار الوارف في ظل قيادة تحرص أكثر ما تحرص على استتبابه وتكريسه، كما فات هؤلاء المرجفين أن الشعب السعودي (شاهد عيان) على ما تمخضت عنه الثورات من اقتتال وخراب وفوضى عارمة، واستطرادا نسيت هذه الزمر الحاقدة أن أساليبهم الدنيئة ومؤامراتهم الخبيثة والمكشوفة لتأليب المجتمع السعودي، لن تزيد الشعب إلا مزيدا من التلاحم مع قيادته وإصرارا على التصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن. يبقى القول: إن الأمر الأهم الذي لم يستوعبه هؤلاء وأولئك لا بل وكل من يراهن أو يفكر لاحقا بأن يرمي حبائل الشر والخراب بأنها سوف تباد وتحرق قبل أن تطأ أرض الوطن، ليس لأن رجال الأمن والدفاع أقسموا على حماية هذا الوطن وبذل الدماء والأرواح فحسب، بل يضاف إلى ذلك ويعضده بقوة وبسالة قسما ضمنيا سكن وتكرس في أعماق ووجدان ودماء كل مواطن مؤداه أننا كلنا جند وحماة للوطن وصمام أمنه ودرع أمان، ونحن ماضون في تثبيت هذا القسم وترسيخه في أبنائنا والعمل بمقتضاه جيلا إثر جيل.