خلصت دراسة حديثة إلى أن نظام التمويل والموارد البشرية المشترك، يشكل عنصراً حاسماً في نجاح مبادرات الانتقال للسحابة الموحدة، وأن المديرين الماليين ومديري الموارد البشرية يلعبون دوراً جوهرياً في رسم ملامح مشهد التحول الرقمي. وكشفت الدراسة عن أن 43% من الشركات تخطط لاستقطاب موظفين مختصين في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى إدارات مختصي الموارد البشرية والشؤون المالية التي تتعامل عن كثب مع البيانات والسحابة، وذلك لمساعدة الموظفين على الاستفادة من التكنولوجيات الجديدة. وأكدت الدراسة التي أصدرتها شركة "أوراكل" و"MIT Technology Review" بعنوان: "إدارات الشؤون المالية والموارد البشرية: شراكة جديدة فاعلة قائمة على السحابة"، أهمية دور العامل البشري في الاستخدام الناجح لأنظمة السحابة، وذلك من خلال قدرة الموظفين على التكيف مع التغيرات التي تشكل عنصراً حاسماً ومحورياً في عملية الانتقال، حيث أقر نصف المستطلعين 46 % بتحسن قدرتهم على إعادة تشكيل أو تغيير حجم مؤسستهم إلى حد كبير. وأظهرت الدراسة "التي شملت استطلاعاً عالمياً لآراء 700 من المديرين التنفيذيين من الإدارة العليا ومديري التمويل والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات"، أن منافع الإنتاجية كانت بارزة بشكل ملحوظ، حيث أقر ما يقرب من ثلث المستطلعين 31 % بأنهم يقضون وقتاً أقل في إنجاز المهام اليدوية في إداراتهم نتيجة الانتقال إلى السحابة، وبأن أتمتة العمليات قد أتاحت لهم مزيداً من الوقت للاهتمام بأولويات الإستراتيجية الأخرى. وقال مدير إستراتيجية وتطوير خدمات البرامج في "أوراكل" Oracle بمنطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا سوامي ناتاراجان، إن العائد على الاستثمار لم يعد ناتجاً فقط عن طريق الوفورات المالية للمؤسسة، بل من الأفكار والرؤية الجديدة تجاه نهج أداء المؤسسة ككل. وتعد القوى البشرية عنصراً حاسماً لنجاح أي مؤسسة، وهذا ما يجعلنا نرى في مديري الإدارات المالية والموارد البشرية على أنهم القوة الدافعة لقيادة مبادرات الانتقال للسحابة، مبيناً أن التعاون الفاعل بين الإدارات يتيح للمؤسسات التعامل بشكل أفضل مع التغيرات المحتملة ويضع الخطوط العريضة لبقية عمليات تحول تلك المؤسسات نحو السحابة. وكشفت نتائج الدراسة أن السحابة توسع وتعزز نطاق التعاون، حيث أفاد 46 %من المتخصصين في القطاع المالي والموارد البشرية بأن التطبيق الكامل للسحابة قد ساهم في تحسين التعاون والتنسيق إلى حد بعيد بين الإدارات، ويتوقع نصف المستطلعين تقريباً حدوث تحسن إضافي كبير على مدى العامين القادمين، ويشمل أيضاً تكنولوجيا المعلومات، إذ قال 52 % من المستطلعين من الإدارة العليا، إن العلاقة بين إدارات تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية والمالية قد تحسنت على نحو أفضل مما كان متوقعا بعد تطبيق استخدام أنظمة السحابة. وأفاد 37 %من المستطلعين بأنهم يستخدمون السحابة لتحسين طريقة تبادل البيانات، كاشفة أن هناك حالة من عدم الوضوح في مهام وأدوار الإدارات والأفراد، خصوصاً أن السحابة تتيح آلية ربط محكم فيما بين مختلف الأنظمة المكتبية. وسلطت الدراسة الضوء على مجموعة المهارات الجديدة التي يرغب المستطلعون في تطويرها، وهي إدارة الوقت، حيث أجمع 40 %من المستطلعين بأن هذا يعتبر حالياً مشكلة قائمة، والتعلم النشط، وحل المشكلات والتفكير الرياضي والمهارات التحليلية، مشددة على أهمية إحداث تغييرات في إدارة تكنولوجيا المعلومات في أعقاب تطبيق أنظمة السحابة، حيث أفاد 56 %من المستطلعين من مسؤولي الإدارة العليا بتحسن أداء تكنولوجيا المعلومات بشكل لافت عندما يتعلق الأمر بالابتكارات الجديدة. وحث سوامي ناتاراجان المسؤولين التنفيذيين من الإدارة العليا، على دعم وتمكين موظفيهم لتطوير مهاراتهم الفردية، موضحاً أن من المشجع أن نرى هناك 42 %من الشركات التي تسعى إلى دعم وتزويد فرقها بمهارات الإدارة وتوفير التدريب اللازم لمساعدتهم على تخطي نطاق الأدوار التقليدية المنوطة بموظفي المكتب الخلفي. وأعرب عن اعتقاده بأن فرص التعلم المتاحة من خلال تجربة انتقال إدارات الشؤون المالية والموارد البشرية إلى السحابة ستنتشر بالتأكيد في كافة أنحاء الشركة، لانها ستساهم في نهاية المطاف في وضع الأسس التي سيقوم عليها أطر الأعمال مستقبلاً.