إثر المفارق صعب، غيمة سواد وليل أنساك هذا صعب لا مابقى بي حيل ياعيونك الظلما مافي الجفا كلمة وما للغياب لسان إتصوري مرة نسيتك وابتسمت وإتصدقي إني على البسمة ندمت والأكيد إني بكيت ما ابتسمت ابسألك وشهو الشبه بين النهاية والأخير كلها نفس المصير. كان ذلك جزءا من إحدى قصائد الشاعر الأمير سعود بن عبدالله في الأمسية الشعرية الجميلة التي نُفذت تحت مظلة الهيئة العامة للترفيه، والأجمل حين يرتبط هذا الترفيه الرائع بمبادرات خيّره ويكون ريع الأمسية مع مبيعات الدواوين الشعرية ِللشاعر الأمير مجيرا بكامله إلى جمعية "مودة التنموية والمتخصصة في الحد من الطلاق وآثاره". الأمير الفائق الإنسانية آمن برسالة الجمعية وأهدافها الخيرة والساعية في مجملها إلى تماسك الأسرة السعودية من خلال برامجها التنموية المستدامة والمتعددة التي تبنت وزارتا العمل والتنمية الاجتماعية والعدل عددا من مبادراتها الحقوقية مثل تنظيم مكاتب الخدمة الاجتماعية في المحاكم السعودية ومشروع "بينة" للاستعلام عن المقبلين والمقبلات على الزواج ومبادرة "صندوق النفقة" و" بيت مودة للزيارة الأسرية" التي تبنتهما وزارة العدل ضمن مشاريعها في برنامج التحول الوطني 2020 ضمن رؤية المملكة 2030. الأمسية كانت ناجحة بكل المقاييس من كثافة جماهيرية إلى جمال وروعة القصائد، إلا أن المقياس الأوضح ظهر في الاندماج الودي مابين الشاعر والجمهور من الرجال والنساء من محبي الشعر فتخللت القصائد تعليقات طريفة من الجمهور وطلبات عفوية كان يرد عليها الشاعر ب "سمّ وسمّي" ملبيا طلباتهم. ساد شعور غامر بالفرح تمنى الجميع معه استمرار الأمسية لساعات أطول إلا أن الليل قارب على انتصافه فكان لابد من الوداع على أمل بأمسية أخرى. كل الشكر للشاعر الأمير ولهيئة الترفيه ونتطلع إلى مزيد من الترفيه العائلي غير المقتصر على فئة معينة فلا يستثنى الشباب مثلا ولا تستثنى المرأة فطالما هناك تنظيم جيد كما حدث في الأمسية فالشمولية أفضل والتنوع مابين فعاليات في أماكن مغلقة ومفتوحة حسب طبيعة المنطقة ومناخها شئ محمود. و في ذات السياق نتطلع إلى مسرح للطفل واكتشاف المواهب مبكرا وتنفيذ ورش عمل في التقنيات والأداء المسرحي لاسيما ونحن على أبواب عطلة صيفية طويلة. وقد يكون مجديا التفكير في المخيمات الصيفية الشبابية بطريقة مبدعة وابتكارية وكذلك رحلات جماعية بالحافلات وبالتنسيق مع إمارات المناطق للتعريف بكل منطقة وتراثها. وجيد أن يكون هناك معارض فنية للأعمال اليدوية كالرسم والنحت والأعمال الحرفية. كما وأننا مقبلون على شهر الخير، فحبذا تكون هناك مهرجانات لقراءة القرآن ومسابقات في الحفظ والتفسير ولا ننسى ذوي الاحتياجات الخاصة. العيد قادم وننتظر بشوق فعاليات مختلفة ولعلنا نفكر في عروض سينمائية حتى بشكل مبدئي كعروض بشاشات كبيرة في المدرجات الجامعية أو خيام تخصص لهذا الغرض ومنها نقيس إيجابيات وسلبيات التجربة وإن كانت مُقاسة في دول الجوار التي لاتختلف في ثقافتها عنّا. أجزم أن هناك عديدا من الأنشطة الشيقة التي تنوي الهيئة القيام بها، لكن المواطن العادي الذي لايملك حسابا في تويتر أو على الفيسبوك أو لا يستخدم التطبيقات قد يجهل مثل هذه الفعاليات، فالتوعية بحد ذاتها إنجاز والحضور والمشاركة إضافة.