«توقفت سلطات مطار كوتشي الدولي جنوبي الهند عن سداد رسوم الكهرباء بعدما أصبح أول مطار في العالم يعتمد بنسبة 100 % على الطاقة الشمسية. وفي المطار الذي يقع بمدينة كوتشي التابعة لولاية كيرالا، بدأ الاعتماد على الطاقة الشمسية منذ ثلاث سنوات، ويوجد الآن عشرات الآلاف من الألواح الشمسية التي تمده بما يلزم من الطاقة النظيفة. وكلفت إدارة المطار شركة «بوش» الألمانية العاملة في مجال الطاقة، بتحويل قطعة أرض مجاورة لإحدى الصالات على مساحة نحو 45 فدانا، من مكب للنفايات إلى محطة شمسية عملاقة». مقدمة المقال هي خلاصة بحث إنترنتي خاص بمطار دولي يعمل بكامله بالطاقة الشمسية. وتوقفت كثيرا عند الخبر الذي لو كنت ألبس قبعة حينها لرفعتها تقديرا وإعجابا. وبعد الإعجاب أتى التساؤل المنطقي والوطني، لماذا لانكون كذلك وشمس الوطن تذيب وتصهر الحديد؟ ماذا لو قمنا ببناء أحياء بامتداد المملكة أو لنقل بناء حي نموذجي كتجربة مبدئية بحيث يعمل هذا الحي بكامله بالطاقة الشمسية بنسبة %100؟ لماذا سهُل تطبيقه بأياد هندية ويكون صعبا على سواعدنا؟ وماذا لو أقمنا مصنعا أو محطة شمسية عملاقة كما حدث لمكب النفايات في الهند ووطنا وظائفها بنسبة %90 لأنه لابد من الخبير الأجنبي هنا وحتى حين. كم وظيفة سيولّد هذا المشروع التجريبي بحد ذاته ناهيكم عن تعميمه على مناطق المملكة المختلفة حيث الشمس في أشدها في معظم أشهر السنة إن لم تكن بكاملها، بالإضافة إلى عامل مساعد وهو الرياح؟ ولعلنا نستفيد من تجارب الهند وننقل خبرتهم أو إن شئنا أخذنا المعرفة من مصادرها الرئيسة الألمانية كما فعلوا هم.؟ ما المانع؟ وماهي أوجه الصعوبات المحتملة؟ وحتما سنكون أكثر إبداعا حين يبنى الحي من الخرسانة الجاهزة التي أثبتت صلابتها وبقاءها لعشرات السنوات التي توفر الوقت والجهد وتكلفة البناء، وكمثال البيوت الألمانية والصينية والماليزية والتركية. وقابل للتنفيذ أن يتم إنشاء مصنع للخرسانة وأيضا بنسبة وطنية مرتفعة. وقد تبدو أفكارا خيالية للتنفيذ ولا أراها كذلك حين أرى دولا أقل إمكانية وكفاءة تنفذها باقتدار. المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تدرب وتؤهل السعوديين من الجنسين للعمل على تصنيع وبناء «الأحياء الخضراء» وصندوق تنمية الموارد البشرية يمول التدريب. كم سنوفر من الكهرباء ونحمي البيئة؟ وكم مشكلة سكنية ستحل؟ أجزم بأن الإقبال على شراء هذه المساكن سيكون كبيرا لاحقا وبالإمكان بطبيعة الحال دراسة الجدوى وعمل المسوحات السوقية المطلوبة. نعم هناك مشاريع محلية تهتم بالطاقة لكنها لم ترق لتكون بضخامة أحياء خضراء ومدن تعمل بأياد سعودية، ومن المؤكد أن لقاعدة بيانات ونتائج مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة من خلال المشروع الوطني لقياس مصادر الطاقة المتجددة على مستوى المملكة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة تحويل النفايات الدور بالغ الأهمية في دعم مسار مشروع الأحياء الخضراء. في رأيي المتواضع المشروع مواكب للرؤية الطموحة 2030 التي أشار سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أن حدودها السماء في مقابلته مع الواشنطن بوست. وهذا مشروع عملاق وجبار ووطني ومقدور عليه بوطنيتنا وحدوده السماء بشمسها.