قبل أيام قليلة قام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، بوضع حجر الأساس لمشروع مدينة البترجي الطبية في الدمام، الذي يعد من أكبر المشاريع الطبية على مستوى المملكة. أوضح المهندس بترجي أن المدينة الطبية ستكون بالكامل تحت إدارة شركة الشرق الأوسط للرعاية الصحية (ميكو) المالكة لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني، وأن المشروع سيقام على مساحة 90 ألف متر مربع وسيتم تنفيذه على أربع مراحل بتكلفة إجمالية أربعة مليارات ريال، حيث إنه على مراحل متسلسلة تبدأ بإنشاء مستشفى السعودي الألماني مزوداً بأحدث الأجهزة الطبية وتوفير كافة التخصصات والمعدات الطبية، والثانية سيتم إنشاء كلية البترجي للعلوم الطبية والتكنولوجيا، والثالثة سيتم إنشاء مستشفيات متخصصة حسب ما يحتاجه السوق، والرابعة إنشاء مجمع أبراج سكنية وإدارية ومركز تجاري وفنادق بمواصفات عالمية. إن بلادنا في أمس الحاجة إلى مدن طبية متكاملة تدار بفكر اقتصادي على مستوى المملكة، حيث إن عدم جاهزية المدن الطبية الحالية أثر على الاستثمار من حيث تشغيلها ومعالجة المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، فيضطر المريض إلى السفر للعلاج في الخارج، وأيضاً هناك كثير من مصانع الأدوية الأجنبية التي ترغب في تأسيس مصانع لها في السعودية وعندما ترى كثرة الإجراءات والتعقيدات تتراجع، علماً بأن التوقعات لإجمالي عدد سكان المملكة سيصل إلى أكثر من 37 مليون نسمة بحلول رؤية 2030. آمُل أن نتبنى فوراً شراكات مع القطاع الخاص في مناطق مختلفة من المملكة لتحويل منشآت طبية قائمة لمراكز علاج تخصصات تجلب أفضل الاختصاصيين على مستوى العالم وتطور الأراضي المحيطة بتلك الأماكن لبناء خدمات فندقية وتسويقية، وبذلك نستغني عن العلاج في الخارج وما يصرف عليه من مبالغ طائلة، ونوجد حراكاً ونمواً اقتصادياً في أماكن مختلفة من وطننا توظف أهلها وتعالج الجميع، بل وتكون مقصداً لمرضى الدول المجاورة، فيجب إعطاء القطاع الخاص مزيداً من المسؤولية والتوجه نحو خصخصة القطاع الصحي، ويجب السماح لشركات التأمين الطبي بزيادة رؤوس أموالها للدخول كشركاء في بناء هذه المدن الطبية المتخصصة، وبالإمكان أن تنشأ كل مدينة طبية شركة مساهمة، ولا مانع أن يتبنى صندوق الاستثمارات السعودي المبادرة في تبني هذه المشاريع في كل منطقة بالمشاركة مع القطاع الخاص. إن إنشاء مزيد من المدن الطبية هو أولى بالدعم لارتباطها بمصلحة الوطن والمواطن من دعم المدن الاقتصادية والصناعية، فيمكن أن تتحول المملكة مستقبلاً إلى منطقة جذب للعلاج والاستشفاء الطبي، وهذا لا يستنزف من ميزانية الدولة، بل لاستهداف استثمار الأموال المجمدة والمهاجرة في مشاريع داخل الوطن، ومن المؤكد أن هذه المشاريع سوف توفر مزيداً وكثيراً من آلاف فرص العمل للشباب والشابات السعوديين بمن فيهم الأطباء والممرضون والمهندسون والفنيون.. آملين أن نجد مزيداً من المدن الطبية في جميع مدن وقرى المملكة.