تتجه الأنظار اليوم الأربعاء إلى ملعب «كامب نو» حيث يطمح برشلونة الإسباني إلى تحقيق «معجزة» أخرى عندما يستضيف يوفنتوس الإيطالي في إياب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ويدخل النادي الكاتالوني مواجهته مع ضيفه الإيطالي وهو مهدد بشكل كبير بالخروج من المسابقة القارية بعد الخسارة التي تلقاها ذهاباً في تورينو 0-3، لكن فريق المدرب لويس إنريكي مرَّ بسيناريو مماثل في الدور السابق، بل إنه كان في وضع أصعب بعد خسارته ذهاباً خارج ملعبه أمام باريس سان جرمان الفرنسي 4-0، قبل أن يحقق الإنجاز إياباً بفوزه في معقله 6-1، ليصبح بذلك أول فريق في تاريخ المسابقة يتأهل إلى الدور التالي بعد خسارته برباعية نظيفة. ويأمل بطل إسبانيا في أن يحقق «ريمونتادا» جديدة في مواجهة يوفنتوس، الفريق الساعي إلى الثأر لخسارته نهائي 2015 أمام النادي الكاتالوني 1-3. وأكد إنريكي بعد الفوز على ريال سوسييداد (3-2) في الدوري المحلي، الذي يحتل فيه فريقه المركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن غريمه ريال مدريد «الأخير يملك أيضاً مباراة مؤجلة»، أن «برشلونة سيخاطر بقدر الإمكان من أجل تحقيق المطلوب حتى وإن اضطر للعب بثمانية مهاجمين، لأنه ليس لدينا أي شيء لنخسره». ويستعيد برشلونة خدمات لاعب وسطه سيرجيو بوسكيتس الذي غاب عن لقاء الذهاب بسبب الإيقاف، فيما يأمل يوفنتوس في أن يكون ديبالا جاهزاً لخوض اللقاء بعد الإصابة التي تعرض لها السبت في كاحله خلال المباراة التي فاز بها بطل إيطاليا على بيسكارا 2-0 في الدوري المحلي بفضل ثنائية للأرجنتيني الآخر جونزالو هيجواين. ويخوض برشلونة، الذي قد يخسر خدمات لاعبه الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو بسبب إصابة تعرض لها في لقاء الذهاب، المواجهة ضد يوفنتوس وهو يدرك أن في انتظاره مباراة مفصلية أخرى يخوضها الأحد خارج قواعده ضد غريمه ريال مدريد في المرحلة ال 33 من الدوري، ويحتاج إلى الفوز بها أيضاً لكي يبقي على آماله في الاحتفاظ باللقب. لكن على النادي الكاتالوني التركيز أولاً على ما ينتظره اليوم ضد يوفنتوس. ويعوِّل برشلونة على سجله المميز في المسابقة على أرضه، إذ يبحث اليوم عن معادلة الرقم القياسي من حيث الانتصارات المتتالية في معقله، والمسجل باسم بايرن ميونيخ الألماني الذي توقفت سلسلته عند 16 فوزاً متتالياً بخسارته الأسبوع الماضي أمام ريال مدريد (1-2). وبدأ برشلونة سلسلة انتصاراته في 17 سبتمبر 2014، أي في نفس اليوم الذي انطلقت فيه سلسلة بايرن، وهو يأمل بالتأكيد مواصلتها، وتحقيق الإنجاز من أجل بلوغ دور الأربعة للمرة ال 17 في تاريخه، لكن المهمة لن تكون سهلة بالتأكيد أمام يوفنتوس الذي يسير بثبات نحو لقبه السادس على التوالي في الدوري المحلي. وينافس يوفنتوس على الثلاثية هذا الموسم، إذ بلغ أيضاً نهائي الكأس المحلية حيث سيواجه لاتسيو، علماً بأن آخر فريق إيطالي نجح في تحقيق هذا الإنجاز كان إنتر ميلان عام 2010 بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. ويدرك أليجري مدرب يوفنتوس، أن برشلونة قادر على تحقيق ما قد يعتبره بعضهم معجزة، لأنه اختبر هذا الأمر شخصياً أمام النادي الكاتالوني حين كان مدرباً لميلان، الذي فاز على «بلاوجرانا» 2-0 في ذهاب الدور ثُمن النهائي عام 2013 لكنه خسر إياباً في «كامب نو» برباعية نظيفة. لكن ديبالا (23 عاماً) الذي أُعجب في نشأته بنجم برشلونة مواطنه ليونيل ميسي (29 عاماً)، المتوَّج بجائزة أفضل لاعب في العالم خمس مرات، ينظر إلى النصف الممتلئ من الكأس. وقال اللاعب، الذي انتقل من باليرمو مقابل أكثر من 32 مليون يورو في يونيو 2015: «كانت واحدة من أروع أمسياتي في كرة القدم. دعونا لا ندمر ما حققناه». وتابع «حلمت بأمسية مثل هذه منذ أن كنت طفلاً. إننا كفريق في فترة إيجابية فعلاً، نؤمن بأنفسنا، وهذا مهم فعلاً على صعيد أهدافنا». مضيفاً: «لا يمكننا الاسترخاء كثيراً لأنه يبقى علينا زيارة كامب نو، وسيكون الأمر صعباً، ولكننا فريق كبير أيضاً، وقد أظهرنا ذلك». ويأمل ديبالا في أن يتعافى في الوقت المناسب من الالتواء الذي تعرض له السبت في كاحله من أجل المشاركة في اللقاء إلى جانب مواطنه هيجواين، الذي طالب رفاقه بتقديم نفس المستوى الذي ظهروا به في لقاء الذهاب، وقال «لا أعلم إذا كان تقدمنا 3-0 سيكون كافياً. يجب أن نقاتل في كامب نو، وأن نلعب مثلما فعلنا خلال الذهاب في تورينو».