عندما يضع الإنسان له هدفا أمام عينيه ويصمم على تحقيقه ولا ينظر إلى أي عائق أو أي شخص محبط فإنه سيصل وسيبهر الجميع بوصوله وإنجازه. الفنان التشكيلي محمد اليوسي بدا بفكره ولكن المجتمع لم يرحمه وبدا يستهزئ بفكرته وطرحه ووضع تعليقات مستفزة بسبب فكرة «جراكن»، وأصر المجتمع أن يلغيه ويلغي فكرته بلمحة بصر، لكنه لم يستسلم انطلق فورا بفكرة أخرى قريبة منها ومازال يعمل فيها وهو يغلق أذنيه عن كل ما يحبطه. «ملهمتي» مسمى قريب من مشاعر التشكيليين والفنانين والشعراء، انطلق ووضع لمساته فيها ومازال بعض أفراد المجتمع يسخر منه أيضا، ولكن من يزور مكان «ملهمتي» يجد كمية من الإبداع والفن واللمسات التي تميز أبها بألوانها وأفكارها وقد استفاد من البيئة وأعاد تدويرها بطريقه تجعل الشخص ينبهر منها. مهما كان من حولك محبطا أو يرسل رسائل سلبية إليك أو يعلق بطريقة مستفزة فليكن اليوسي ومهند أبو دية نصب عينيه، حيث إنهما تحديا كل الصعاب والنقد لكنهما وصلا إلى ما يهدفان إليه. والمنطقة أو الدولة التي يكثر فيها الانتقاد والتذمر وعدم الرضا لأي أمر كان وينظرأفرادها إلى الجانب السلبي في كل الأمور، ويتجاهلون الجوانب الإيجابية لن تتقدم أبدا، لأن العوائق ستكون موجودة باستمرار وتضخيم الأمور وبث روح التشاؤم بين الجميع مستمر. فروح الإيجابية نحن من يرسلها إلى داخلنا، ونحن أيضا من نرسخ السلبية داخلنا، والإنسان الذكي هو من يميز.