كما نعلم، خاصة من قبل العاملين في القطاع الصحي، أنه عندما بدأت تطبيقات عجلة الجودة الشاملة في الدوران، كانت هناك شروط رئيسة في أجندة عمل الجودة الشاملة ومن تلك الشروط أن تكون هناك رسالة للمنشأة الصحية إلى جوار رؤية تسعى كل منشأة إلى الوصول إليها، إلى جانب أهداف أو ما يسمى قيماً أساسية تسعى المنشأة الصحية إلى تحقيقها بصورة تطبيقية «ملموسة». علمياً وعملياً، يعتبر ذلك من أساسيات الجودة الشاملة التي تسعى إلى الارتقاء بكل أنواع الرعاية الصحية المقدمة في كل منشأة صحية سواء كانت تلك الخدمات حكومية أو خاصة. وبعيداً عن تعقيدات التعريفات العلمية، فإن مفردة رؤية «في معجم المعاني الجامع مع إضافة نكهة المفهوم الصحي» تعني: مدى أو بيان لما تنوي المنشأة الصحية أن تصير إليه في المستقبل القريب أو البعيد، حيث يتم وضع تلك الرؤية بواسطة إدارة المنشأة الصحية، وتُستخدم تلك الرؤية لتساعد جميع العاملين في المنشأة الصحية في توجيه جميع الخدمات الصحية إليها. ومثال على ذلك، كانت رؤية واحدة من المنشآت الصحية هي: «أن نكون من أفضل المستشفيات المرجعية المعتمدة على مستوى المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس المقبلة». هناك مفردتان في تلك الرؤية أود أن أناقشهما، وهاتان المفردتان هما: «أفضل ومعتمدة»، وتعريف مفردة «أفضل» حسب معجم المعاني الجامع (مع تسخير المعنى تحت مظلة الرعاية الصحية) هو: أحسن مستوى في الرعاية الصحية المقدمة مقارنة مع المنشآت الصحية الأخرى سواء في نفس المنطقة أو مناطق أخرى، ويكون مؤشر حُسن المستوى في الأداء هو حصول المنشأة الصحية على شهادة الاعتماد سواء كانت تلك الشهادة صادرة من المجلس السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (CBAHI) أو غيرها من المجالس العلمية المعتمدة للمنشآت الصحية. إذاً، هناك مفردة «معتمدة» شرحت مفردة أخرى ألا وهي «أفضل». إذاً، لكي يصل المستشفى إلى مستوى عالٍ في تقديم الرعاية الصحية، يكون مؤشر ذلك هو تطبيق جميع المعايير الصحية في جميع خدماته المقدمة وذلك حسب المعايير المتعارف عليها من قبل جهة الاعتماد التي تراها المنشأة الصحية. وحيث إن تلك المنشأة الصحية قد وضعت فترة زمنية للوصول إلى تلك الرؤية وهي فترة خمس سنوات «عامل الزمن يعتبر عاملاً أساسياً» تكون جميع مضلعات المثلث قد اكتملت في رؤية المنشأة الصحية «أفضل، الاعتماد، والفترة الزمنية». باختصار… ندرك تماماً، أن كلمة أو مفتاح النجاح في الوصول إلى تحقيق رؤية المنشأة الصحية تتمثل في التطبيق،مما يعني: نقل جميع المعايير الصحية المكتوبة إلى حيز التنفيذ والواقع الملموس والموثق «وذلك حسب تعريف معجم المعاني الجامع مع تسخير المعنى لصالح الخدمات الصحية»، وحسب تعريف المؤسسات المختلفة لاعتماد المنشآت الصحية، تكون صور التنفيذ متمثلة في وثائق مقروءة ونتائج ملموسة تضمن جميعها في ملف صحي له تاريخ محدد، وإن خروج التطبيق عن تلك الصور المختلفة «وثائق، نتائج وملفات» يعني وجود انحراف (Bias) في التطبيق الأمثل لمختلف معايير الجودة الشاملة، وتكون النتيجة هي (NM) التي تعني عدم وصول المنشأة الصحية إلى التطبيق الصحيح لمختلف المعايير وتكون النتيجة هي عدم حصول المنشأة الصحية على شهادة الاعتماد وبالتالي عدم وصول المنشأة إلى أن تكون من أفضل المستشفيات المرجعية. السؤال هنا: لماذا؟ وللحصول على الجواب: الرجاء قراءة مقالي السابق الذي كان بعنوان «آلت إلى غير أهلها».