بعد 5 سنواتٍ قضاها في الدوريات الأمنية؛ نال الجندي أول فهد قاعد الخضع الرويلي الشهادة الثلاثاء وهو على رأس عمله في محافظة القطيف، تاركاً لذويه ونجله ذي الشهرين مشاعر افتخارٍ باستشهاده. وقال شيخ العشيرة التي ينتمي إليها الشهيد إنها لا تقبل التعازي بل التهاني باستشهاد أحد أفرادها دفاعاً عن أمن المملكة. في الوقت نفسه؛ أكد قاعد الرويلي (والد الجندي فهد) أنه وأبناءه وجميع أفراد قبيلته فداءٌ للوطن ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن ومقدسات البلاد، مبدياً افتخاره باستشهاد نجله في ميدان الشرف والبطولة. وجدد والد الشهيد، الذي التقته «الشرق» أمس في مقر العزاء في منطقة الجوف، العهد والولاء لخادم الحرمين الشريفين ونائبه وولي ولي العهد، شاكراً كل من تواصل معه أو حضر لتقديم التعازي. وبحسب ما أوضح والده؛ تخرج الشهيد، الذي كان قد بلغ من العمر 27 عاماً، من دورة الأمن العام، وتم تعيينه في الدوريات الأمنية في المنطقة الشرقية، وهو الخامس بين إخوته الذكور الذين يعملون في قطاع الأمن العام، وله طفل يبلغ من العمر شهرين واسمه سلمان تيمناً باسم خادم الحرمين الشريفين. إلى ذلك؛ استنكر مواطنون، حضروا في سكاكا صلاة الميت على الشهيد، الحادث الإجرامي الذي تعرض له الرويلي الثلاثاء على يد إرهابيين مارقين مارسوا الغدر والخيانة ضد الوطن وأبنائه. وشدد المواطنون، الذين تحدثوا ل «الشرق»، على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تؤثر على أمن واستقرار البلاد في ظل تماسك أبنائها وتلاحمهم ضد الإرهاب بكافة أشكاله. وأشادوا بما يبذله رجال الأمن البواسل دفاعاً عن الدين والوطن في ظل توجيهات القيادة الحكيمة وبمتابعة من رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وكان جثمان الشهيد الرويلي وصل صباح الأربعاء إلى مطار الجوف، حيث استُقبِلَ من قِبَل كبار مسؤولي المنطقة، وشيوخ القبائل، وذوي الشهيد، وجمعٍ من المواطنين. جاء ذلك بعد نقل الجثمان، بطلبٍ من ذوي الشهيد، من مطار الملك فهد الدولي في الدمام إلى الجوف في طائرة خاصة كان على متنها أيضاً زوجة الرويلي ونجله سلمان وبعض ذويه. وأكد شيخ عشيرة الفرجة، الشايش بن ناصر الخضع، أن الجميع، من كبار وصغار، على أتم الاستعداد للتضحية دفاعاً عن المملكة أرض الحرمين الشريفين. وقال الخضع، وهو من أقرباء الشهيد، إن الجميع يفتخر بالجندي الرويلي. وشدد «الجميع يبارك لنا» و«لا نقبل التعازي بل التهاني» لأن الشهيد سطّر اسمه في التاريخ، وهو ما يعد مصدر فخرٍ لقبيلته التي تعتز بكافة رجال الأمن. وتابع شيخ العشيرة «نعاهد ولاة الأمر بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد وسيدي ولي ولي العهد على الدفاع والصمود في وجه كل من يحاول المساس بأرض الحرمين والنيل منها، وابننا فهد وإخوانه وأفراد العشيرة كلهم فداء للوطن الغالي». وأوضح الشايش أن الرويلي خدم الوطن في وزارة الداخلية على مدى 5 سنوات قضاها في المنطقة الشرقية قبل أن يُستشهَد حافراً اسمه في أذهان الجميع، إذ كان يدافع عن الوطن والمواطن. ولفت الشايش إلى «أننا على ثقة تامة بأن الجهات الأمنية بقيادة سيدي وزير الداخلية وبمنسوبيها الأبطال سيلقُون القبض على المجرمين الذين يحاولون زعزعة الأمن؛ وتطبيق أشد العقوبات فيهم ليكونوا عبرة»، مقدّراً لأمير الجوف حرصه على الصلاة على الشهيد، كما رفع الشكر إلى أمير المنطقة الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وجميع المسؤولين في الشرقية؛ لإسهامهم في تسهيل إجراءات نقل الجثمان بطائرة خاصة من مطار الملك فهد إلى مطار الجوف.