واصلت القوات العراقية أمس تقدمها في غرب الموصل، إذ بدأت عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي الاندحار أمام الهجمات المتكررة المستهِدفة طردهم، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء «فرانس برس». ورغم تواصل تقدم القوات الأمنية في عمق الجانب الغربي للمدينة؛ لم تبدأ المعركة في منطقة «المدينة القديمة» بعد. وتوقّعت «فرانس برس»، عبر موقعها الإلكتروني، أن تكون المعركة في «المدينة القديمة» أكثر صعوبة. وذكر قائد قوات العمليات الخاصة الثانية لمكافحة الإرهاب، اللواء الركن معن الساعدي، أن «قواتنا اقتحمت عند الخامسة صباحاً (03:00 بتوقيت غرينتش) حي العامل الأولى، وتواصل الآن القتال في هذا الحي». وصرّح الساعدي: «حوالي 50% من هذا الحي أصبح تحت سيطرتنا»، متوقعاً استعادته بالكامل خلال الساعات القليلة المقبلة. وأوضح: «العدو قاتل بشراسة في خط الصد الأول من معسكر الغزلاني إلى وادي حجر وإلى حي الصمود» في إشارةٍ إلى المناطق التي استعيدت السيطرة عليها منذ بدء عملية استعادة غربي الموصل في ال 19 من فبراير. وتابع الساعدي بالقول: «بعد هذه الأحياء وبعد كسرِنا خط الصد الأول؛ خسروا كثيراً من المقاتلين .. أغلبهم كانوا أجانب أو عرب الجنسية». وشدد: «العدو بدأ ينهار، وفقد كثيراً من قدراته القتالية اليوم. العدو يدفع بسيارات مفخخة لكن ليس بالأعداد التي كان يدفع بها في بداية المعركة». وفي إشارة أخرى إلى تعرض «داعش» إلى ضغط كبير؛ ذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي فرّ من الموصل تاركاً قيادة المعركة بيد قادة محليين. وصرّح المسؤول الأربعاء: «البغدادي كان في الموصل (آخر أكبر معاقل التنظيم في العراق) في مرحلة ما قبل الهجوم وقبل أن يتم عزل المدينة عن تلعفر» الواقعة إلى الغرب. وبحسب المصدر نفسه؛ خسر التنظيم ما نسبته 65% من الأراضي التي كان يسيطر عليها عام 2014 و»قرابة نصف المقاتلين». وتمكنت القوات العراقية، التي أطلقت عملية واسعة في ال 17 من أكتوبر الماضي، من استعادة الجانب الشرقي من الموصل. ثم أطلقت في ال 19 من فبراير عملية لاستعادة الجانب الغربي الذي يعد أكثر اكتظاظاً بالسكان من القسم الآخر. ودفعت المعارك إلى نزوح أكثر من 215 ألف شخص، وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، فيما عاد بعضٌ منهم بعد فترة إلى منازلهم. وذكرت المنظمة أن حوالي 50 ألفاً من هؤلاء النازحين من سكان الجانب الغربي للمدينة. لكن هذا العدد يمثل جزءاً صغيراً من قرابة 750 ألف مدني مازالوا تحت سيطرة التنظيم في هذا الجانب. وتنفذ قوات التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» في العراقوسوريا و»جبهة النصرة» في سوريا، ضربات جوية متواصلة ضد معاقل التنظيمين منذ منتصف 2014. وبالتوازي؛ ينشر التحالف مستشارين ومدربين ويقدم دعماً مدفعياً ميدانياً. وعمِدت واشنطن، في الوقت نفسه، إلى زيادة الضغط على «داعش» في سوريا، من خلال مضاعفة عدد قواتها هناك، إذ سترسل 400 جندي إضافي سينضمون إلى 500 آخرين منتشرين بالفعل في الشمال السوري. وتدعم القوات الأمريكية تحالفاً من المقاتلين الأكراد والعرب «قوات سوريا الديمقراطية» يخوض معارك ضد «داعش» في محاولة لاستعادة مدينة الرقة (المعقل الرئيس للتنظيم في الأراضي السورية).