الظلم في هذا العالم مظلم يا صديقي، تربي الأم ابنها ليصبح رجلاً مستقلاً فيقتلها، ويولد المرء من نفس الأحشاء التي يولد منها أخوه، يأكل معه، يضحك معه، يعلم جروحه ومشكلاته، فيقتله على غفلة! أن يكون حلم الطفل قطعة حلوى فيكبر ليجد نفسه على حافة رصيف، أن يكون أقصى أحلام المرء المسكن والمأوى! ماذا عن الفقير الذي لا يملك قوت يومه؟ وأولئك الأطفال الذين يبحثون عن الحياة بين القمامات؟ أليس لهم نصيب مما لدينا؟ أعتقد أنك مشغول الآن بشراء الحذاء الفاخر الذي يثبت للجميع أنك أنيق وفاتن. ماذا عن قبيح المظهر الذي قابلته اليوم الماضي ولم تعره اهتماماً لأنه ليس بالمواصفات الجمالية التي تريدها؟ وماذا عن المشاهير في السوشال ميديا الذين ترسل لهم الهدايا بمناسبة أو من دون مناسبة؟ من هم الأحق بتلك الهدايا؟ إن لم يكن الفقير أو أحد أفراد عائلتك من الممكن أن تكون أنت الأحق فيما تملك. نحن ننافق بعضنا، نسرق، نغتاب، نسخر من بعضنا وكل ذلك ونحن نعلم أننا لن نعيش أكثر من ثمانين أو مئة عام، ماذا لو كنا مخلدين في هذا العالم؟ ماذا لو علمنا يوماً أننا لن نموت أبدا؟ فكر بها قليلاً..!