تنوعت الفعاليات التي يقدمها «بيت الخير» على مسرح الفعاليات في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31، لتحكي مشاهد من حياة سكان المنطقة وفنونهم الشعبية وحياتهم الاجتماعية. وتبدأ الفعاليات من الساعة الربعة عصراً، بأداء للفرق الشعبية التي تقدم صوراً من الفلكلور الشعبي الذي تتميز به المنطقة الشرقية. كما يقدم مسرح الفعاليات مسابقات ترفيهية للأطفال مع تقديم جوائز عينية من عدد من الجهات الحكومية والأهلية في المنطقة الشرقية. كما تقام على المسرح أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من المنطقة الشرقية بقصائد وطنية وتراثية بالفصحى وبالعامية. وتمتاز الشرقية بفنونها الشعبية العريقة ومنها دق الحب، الحصاد، الليوة، الفريسة، والصوت. وكل هذه الألوان الشعبية مستمدة من البيئة الساحلية والزراعية، تحاكي في معظمها أمواج البحر أو مواسم الحصاد وسعف النخيل، حيث تطل المنطقة على الخليج العربي، وتضم مساحات واسعة مزوعة بالنخيل، خاصة في الأحساء التي تنتج أجود أنواع التمور. وتستعين الفنون الشعبية في أداء ألوانها بإيقاعات الطارات والطبول والكفوف، بحركات متميزة تتابع مع إيقاعات القوافيد «جريد النخل بعد أن يؤخذ منها الخوص»، وكذلك يكون معها المناحيز والمهابيش «آلتان تستخدمان في دق الحب والحصاد». أما فن الفريسة فيصاحبه قفص يسمى المنز توجد فيه الفريسة «وهي على شكل فرسط ويرقص بداخلها شخص يجيد هذا اللون إجادة تامة». أما الليوة فهو فن خليجي يؤدى بشكل جماعي، ويشترك فيه الرجال وهم واقفون على شكل دائرة، بمصاحبة آلة الصرناي «آلة وترية»، والطبل الذي يتميز بإيقاعاته الرائعة. وأما الصوت فهو من الفنون الخليجية أيضاً، وعرف منذ القدم، وهو غناء انفرادي يؤديه المطرب بمصاحبة آلتي العود والمرواس، ويكون على شكل صفين متقابلين، ويخرج منهما اثنان يؤديان جُملاً حركية تنساب على نغمات العود والمراويس، ثم يعودان إلى صفيهما من جديد. ومن أبرز الفنون الشعبية البريخة، وهي أهزوجة يرددها البحارة بشكل جماعي، عندما يرفعون المرساة استعداداً للإبحار. أما الغجري وهو عدة أنواع «الغجري الحدادي – الحساوي – المخولفي – الحجازي – العدساني – النجلي»، ويكون الاختلاف فقط في نوع الإيقاع المصاحب. أما عبارة «يا ليل يا دانة» فيرددها البحارة عندما تتحرك سفنهم إيذاناً بالرحيل، كما تؤدى الطنبورة والليوة والعرض. وهناك السامري ومنه العاشوري، الذي يعد لوناً خاصاً بالنساء ويؤدى في مناسبات الزواج والمجيلسي. وأيضاً من الألوان النسائية ما يعرف بالجلوة، وهي حمل العروس على كرسي يغطى برداء، تمسك بعض النسوة بأطرافه وتقوم المطوعة بالإنشاد.