محمد فرج العطوي تحظى شريحة الشباب، في كل المجتمعات الراقية المتحضرة، باهتمام الدولة على أعلى المستويات، وباهتمام الباحثين والمربين والعلماء، لأن الشباب في كل مجتمع هم عماد مستقبله. وفي تبوك نرى بالعين المجردة من كل غبش، ما يعانيه شبابنا من قلة المرافق الترفيهية، ناهيك عن النقص الكبير والمريع في حق الأطفال، من عدم وجود ملاعب وملاهٍ تليق بهم. أين يذهب الشباب في تبوك لقضاء أوقات الفراغ؟ سؤال نطرحه ونحن نعلم الإجابة، ونعلم أن المسؤولين عن القطاعات الخدمية يعرفون الإجابة، ولكن لا جديد! لا نرى في الأفق بوادر تبشر بقرب حلول، فالشباب يلجأون إلى الاستراحات (إن صحت تسميتها) بحثاً عن مكان يوفر أدنى متطلبات الرفاهية البريئة، مثل مسبح أو ملعب صغير لكرة القدم أو الكرة الطائرة. والذين لا يستطيعون اسئجار الاستراحة، يضطرون إلى التوجه للمنتزه الوحيد في تبوك، منتزه الأمير فهد بن سلطان.أشفقت كثيراً على مجموعة من الشباب رأيتهم يستخدمون مساحةً تحت جسر كملعب كرة طائرة! هم بذلك يعرضون أنفسهم وغيرهم للخطر، لكن أين يذهبون؟ فالشباب يتقاسمون مواقف المركز الحضاري طوال السنة لممارسة كرة القدم، لماذا؟ لأن هناك مكاناً شبه مهيّأ من إنارة وسفلتة، وبعيدا عن العوائل والمجمعات السكنية.تعد مدينة تبوك من أفقر مدن المملكة في المسطحات الخضراء والميادين المزروعة، وتغيب حديقة الحي تماماً عن الوجود، فالمخططات التي عمرها يزيد عن أربعين عاماً، لا زالت المواقع التي خصصت فيها للحدائق خالية!وبعضها تمّ تحويلها لأغراض مختلفة! فهناك مكان مخصص لحديقة هو اليوم محطة وقود!يا سعادة الأمين، نحن بحاجة لمتنفسات طبيعية، وليس لمحطات وقود. نحن بحاجة لإيجاد متنفسات تعنى بالشباب، مثل إنشاء ملاعب صغيرة في كل حديقة من حدائق الأحياء، واستغلال الأراضي التي لم تخطط بعد، وعمل منتزه كبير بحجم حي كامل لأهالي تبوك.