قال وزير الخارجية، عادل الجبير، إن إيران تشهد صراعات داخلية، لافتاً إلى أن موقف بلاده ودول أخرى حول الاتفاق النووي يتمحور حول مدى التقيد بتنفيذ البنود والثقة بأن إيران لا تسعى للحصول على سلاح نووي بعد عقد من الزمن، حسبما ذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية. وفي حوار أجراه الجبير خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، أو ما يُعرف ب»دافوس،» قال: «قدرات وموارد إيران محدودة وهناك صراعات تجري داخل إيران حول الاتجاه الذي ستأخذه البلاد. وأضاف ما أجده مثيراً للاهتمام هو أن كل دول العالم تقريباً تعرضت لهجمات من قبل القاعدة وتنظيم داعش باستثناء إيران، لماذا؟» ولفت الجبير بالقول: «هناك عدد من الدول بما فيهم السعودية هم قلقون من الاتفاق النووي الإيراني، فماذا سيحدث بقدرات إيران على التخصيب بعد عشرة و12 عاماً؟ هل يثق الناس بالنظام الإيراني بأنه لا يسعى للحصول على سلاح نووي؟ لا أعتقد أنهم يثقون». وتابع قائلاً: «الموضوع الآخر المتعلق بإيران، هو انخراطها في المنطقة ودعمها للإرهاب وخرقها لاتفاق الصواريخ الباليستية، وحقيقة أنها تمكنت من التهرب من المسؤولية على مدى سنوات عديدة هو أمر آخر يثير القلق، ونحن نأمل ونتوقع أن العالم سيكون جدياً حيال تحميل إيران مسؤوليات دعم الإرهاب وخرق اتفاق الصواريخ الباليستية وتدخلها في شؤون دول المنطقة». من جهة أخرى ندد الجبير بتصريحات بعض المرشحين في انتخابات الرئاسة الفرنسية بأن الرياض تمول التطرف الإسلامي في فرنسا، وأن هناك حاجة لمراجعة العلاقات بين البلدين، حسبما نقلت وكالة «رويترز». وقبل أقل من أربعة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا كثف المرشحان الأبرز – وهما المحافظ فرانسوا فيون، ومرشحة الجبهة الوطنية المنتمية لأقصى اليمين مارين لوبان- النبرة المعادية للخليج في الأسابيع القليلة الماضية. وقال كلاهما إن باريس ينبغي أن تراجع علاقاتها مع السعودية وقطر ووصفاها بالعلاقات غير الصحية مع بلدين قالا إنهما ينشران فكراً متطرفاً في فرنسا. ورفض الجبير أمام الصحفيين مساء الإثنين تصريحات مرشحي الرئاسة الفرنسة، وقال «لا يمكنني التعليق على ما قيل أثناء حملة انتخابية لكنني أعلم أن هناك سوء فهم للسعودية. الناس يقولون إن السعودية هي التطرف. السعودية هي التعصب. السعودية تمول مؤسسات متطرفة وأنا دائماً أقول إن هذا غير صحيح». واجتمع الجبير الإثنين مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت في مقر وزارة الخارجية الفرنسية. وبحث الوزيران العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء نتائج مؤتمر باريس للسلام. كما بحث الجبير مع الوزير الفرنسي الأزمة في سوريا واليمن وليبيا والأوضاع في العراق، والجهود القائمة لمكافحة الإرهاب. حضر المباحثات سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا خالد بن محمد العنقري، ومدير الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عادل مرداد، ومدير عام مكتب وزير الخارجية السفير خالد بن مساعد العنقري. وزار وزير الخارجية معهد العالم العربي في باريس؛ حيث كان في استقباله رئيس المعهد جاك لانج. وخلال الزيارة سلم وزير الخارجية شيكاً بدعم المملكة العربية السعودية للمعهد في إطار أهدافه الرامية إلى نشر التراث والثقافة العربية.