المدير الناجح هو الذي ينجح في اختيار السكرتير أو مدير المكتب ليكون حلقة وصل بينه وبين طالبي الخدمة لأي جهة تخدم الناس، وما لم تتوفر شروط البقاء على كرسي مدير المكتب فإن على المدير أن يستبدله ما لم يكن هذا المدير قد وضعه وفق هذا الهوى لإقصاء الناس الذين يريدون بلسماً عجز عنه الآخرون في ذات المنظومة، وكثير من منظومات العمل تعاني من عدم وجود جهاز سكرتارية أو إدارة مكتبية تدار بطريقة مؤسسية تتمتع بما يسمح بالمرونة المنظمة حتى تكون لدينا إدارة منظمة وعملية أيضاً، وقد جُبل الناس على أسطوانة قديمة تتجدد وتتحجج باجتماعات المدير، أو أن الشخص طالب الدخول ليس بذات الشخص النافذ الذي يستحق الدخول أو مقابلة صاحب السعادة. وكلما قابلت شخصاً يعمل في تلك المكاتب بالقطاعات الحكومية أو الخاصة في أي جهة أذكّره بالعلاقات الإنسانية وأهميتها ضمن منظومة العلاقات العامة التي هي باب كبير متعدد الأغراض يكثر فيه داخلون متعددو الرغبات والطلبات. والعلاقات العامة والسكرتارية وإدارة المكاتب للمديرين فن راقٍ يقدر الآخرين وليس جسراً منيعاً أو مهترئاً يكون عقبة إحباط لهم، وإذا أراد المدير أن ينجح فعليه أن يغيِّر مدير مكتبه أو جهازه الذي يدير مكتبه لو رآه لا يملك تلك الصفات، وإن أعجبه الوضع فلينتظر من يغيره هو ذاته، لأنه من ذات الفصيلة التي تقرُّ التعقيد والإقصاء.