نداء المشاعر خطة يقوم بها الآخرون للتأثير على مشاعرنا، والتلاعب بها؛ كي نقبل ونقتنع بما يريدونه. ولنداء المشاعر طرق وصور منها نداء الشفقة؛ حيث يقوم الشخص بجذب مشاعر التعاطف لدينا، فبدلاً من سرد التفاصيل والأسباب التي تقنعنا يتجهون إلى التأثير علينا بالشفقة والرحمة، فعلى سبيل المثال: يقوم شخص في مواقع التواصل الاجتماعي بسرد قصة ابنه القاتل الذي كان يحاول الدفاع عن والدته، قد تكون قصته ملفقة وكاذبة، وقد تكون حقيقية، في كلا الحالتين لا شيء يبرر القتل، لكنه في هذه الحالة يحاول جذب عاطفة الأمومة أو إحساس الولد بعاطفة الأم. أمثلة أخرى على ذلك: تدخل على موقع لتسمع أناشيد تثير المشاعر ثم تلاوة لعبدالباسط لآيات مبكية ثم يظهر طلب التبرع لخدمة الإسلام، الطالب الذي يطلب من أستاذه الحصول على درجة الامتياز وإلا سيطرد من منزله. من المهم أن لا نتأثر بأي شيء لمجرد ملامسته لإحساس الشفقة لدينا، يجب أن نفكر ملياً بماذا يريد المتحدث منا، هل الأسباب التي ذكرها مقنعة؟ أم أن هناك أموراً أخرى خفية لا أعلمها؟ نداء مشاعرنا بالذنب إحدى محاولات إقناعنا بما يريدون، فمثلا يقول لك أحدهم إذا لم تتأثر بذلك فأنت قاسٍ، إذا لم تتبرع فسوف يموت كثيراً من الأشخاص من الجوع، لكن عليك أن تتنبه قبل الاقتناع أن لا أحد يملك الحق في اقتحام مشاعرك، وأنهم إذا لم يملكوا سبباً وجيهاً فلا يجب أن تشعر بالذنب، وإن شعرت بالذنب لا شيء يلزمك لتفعل ما يريدون. نداء الإطراء أو المدح طريقة شائعة في مجتمعاتنا الخليجية؛ حيث يعتمد المتحدث على المشاعر الإيجابية لدى الآخرين كي يحصل على ما يريد، وقد تكون طريقة ناجحة في أحيان كثيرة، فمثلاً لو مدحت فاطمة صديقتها سارة، ستتكون لدى سارة مشاعر إيجابية تجاه فاطمة، وبالتالي ستصبح أكثر مرونة وانقيادية لها، مثلاً: المسوق سيقول لك إنك تمتلك عقلاً واعياً لتعرف أهمية هذا المنتج، أو شخص يريد التعرف على فتاة فيرسل لها رسالة خاصة عبر الإنستجرام ليقول لها إنك فتاة راقية ومنفتحة فلماذا لا تعطيني رقم هاتفك؟ لاحظ أن المتحدث الذي يستخدم نداء المدح لا يملك أسباباً مقنعة لإقناعك، كل ما في الأمر أنه يجذب قبولك عن طريق إثارة مشاعرك الإيجابية تجاهه.